من خلال متابعتي لما يكتب في الصحافة وما أتلمسه في الناس من تداخل في المعلومات وإرباك في معرفة حقيقة قرار وزارة شئون البلديات والزراعة والذي ينص على حظر أعمال التعمير والتقسيم على جانبي مسار شارع S1 وS2 في عمق 200 متر، أشعر بوجود صدمة كبرى لدى الناس من القرار. بعضهم أرسل إلي عبر البريد الإلكتروني، والبعض قام بالاتصال بي للكتابة في الموضوع ومساءلة الوزارة عن هذا الخيار. وشبح الخوف الذي لحظته في كلام الناس هو أن القرار سيتسبب في الضرر بـ 5000 وحدة سكنية وستكون مهددة بالزوال، وهذا ما قرأته في الصحافة المحلية. على فرض تطبيق القرار، يقع سؤال مهم: هل الوزارة قامت بدراسة موضوعية للقرار وألا بديل عن هذا الموقف؟ السؤال الثاني: إذا كانت هناك خطة لمسار شارع S1 وS,2 لماذا لم يتم التحدث عن ذلك باكرا وتعميم ذلك للمواطنين قبل أن يقوموا بالبناء، وخصوصا أن غالبيتهم ملتزمون بقروض مصرفية وأنفقوا كل ما عندهم في سبيل بناء بيت المستقبل؟ لا أعلم إن كان هناك حدث تعميم وإعلان عن ذلك من قبل أم لا، ولكن الصورة المفاجئة الجماعية لدى الناس توحي بخلاف ذلك أو عدم وصول المعلومة، هذا إذا ما وجدت! ثالثا: في حال لو طبق القرار، هل سيتم التعويض بالصورة الموضوعية والحقوقية التي تضمن حقوق هؤلاء المواطنين؟ رابعا: هل تمت استشارة هؤلاء المواطنين أو لجنة تنبثق منهم لتدارس القرار، وهل تم وضع المجلس البلدي أو البرلماني في الصورة، وإذا كان ذلك قد تم، هل تم وضع الناس بعد ذلك في الصورة؟ والسؤال الأهم: ماذا سيفعل نوابنا الأفاضل في البرلمان لضمان حقوق المواطنين المتضررين في حال تطبيق القرار عمليا؟ هناك الكثير من النقاط غائبة ولا نعلم أين يكمن الخلل؟ هل هو في النواب أم في الوزارة أم في الصحافة التي لم تضع الناس في الجو؟ دعوني أصدقكم القول في مسألة النواب، سواء في المجلس البلدي أو المجلس النيابي... في كل مجلس بلدي وفي كل دائرة نيابية يوجد أعضاء فاعلون وأعضاء خائبون، والأكثر - وللأسف الشديد - هم الخائبون النائمون. كم قضية كبرى مرت على البلاد فلم نسمع لهم صوتا ولا حديثا... نوم في نوم في نوم. أنا لا أعمم هنا، ففيهم الخيرون ولكنهم قلة. في فترة الانتخابات ينشطون نشاطا كبيرا، وعندما يتسلمون المواقع لا ترى إلا غبارهم... طيلة الأعوام لا تراهم، ثم في لحظة قرب الانتخابات ينشطون اجتماعيا وسياسيا. لذلك، أقول: نتمنى من الخيرين في المجالس البلدية وفي المجلس النيابي متابعة ملف سرايا 1 وسرايا 2 لمعرفة حقيقة ما سيحدث، وأين تكمن المصلحة الوطنية... ونتمنى أن يتم الدفع باتجاه ما يرضي جميع الأطراف وخصوصا المواطنين. أملنا ألا يطبق القرار، وكلنا أمل في ذلك... وإلا أين تذهب كل هذه العوائل؛ 5000 عائلة، إلى أين تذهب؟ أين تسكن؟ ماذا تفعل لو طبق القرار؟ أين ستهيم على وجهها