العدد 1142 - الجمعة 21 أكتوبر 2005م الموافق 18 رمضان 1426هـ

بكاء ضحكه

(أ) يبدو هذا النص أكثر قدرة على التواصل معه من نص سابق تم نشره في هذه الصفحة. ما يجب الإلتفات اليه الى أن حالة مما يسمى بـ «التغميض» اي تعمد الغموض تكاد تنسحب وتتفشى في الشعر الشعبي اليوم، كما هو الحال مع الشعر العربي الحديث في جانبه الفصيح. لكن أية محاولة في هذا الصدد لن تفلح مهما حاول أصحابها ادّعاء القدرة على الإتيان بما لم يأت به الأولون.

غادرت أشجارها في دمعته

وامتدت انفاسه صحاري ظالمه

من فوقها تمشي لياليه التي

ما تعرف أسرار الندى

وكلما ظمت ظلما

اشربت من أغلى آهاته نجوم

ترسم ظلاله بحور وغصن يابس

وماطوت فيها تضاريس المدى

إلا وهي متزخرفه بطيوفها.

ظل يحفر في قلوبٍ

إزرعت لألوان من بين المرايا

من عقب ما تمرغت أطفالها

بطين الشفايا

ظن انه ماسك للباب خصر

لي ثمل يغري مفاتيحه

لجل تنهل من احضان السراب

وتلعب بتقوى الدروع المحصنه

وسيوفها.

ولما تتحنى مناير من شفقها

وتولد اللهفه على جبين المواني

يلبس ثياب تنجسها تراتيل الغسق

حتى اتعشى هالنفوس الجامحه

بادفى صدور...

ذوبتها نارها الحرّى

وراحت ترقص وتعرى

وهو ينحت تماثيله جسد

يركع أمامه

أو يقرب له قرابين

انزعت عنها ستاير خوفها.

يرمي حباله ويطغى

يسحب من الشارع المشغول باغوائه شموع

جيد يغرس كل شياطينه

ويمسي للعيون العاصيه أفلاكها

دارت وربها يشوفها.

ثم يطهره الفجر في أبيضه

يقطف من اقمار السما

ويشم سهرها...

ولو ركب زورق أغانيه وتلاشى

تحترق أيامه بشموسه وضياها

أو يخون سطوره صوت حروفها.

ومع شروق النبض وغروب الأماني

يرتقي نخل الثواني

يرتجي من غيمةٍ مترهبنه

ومقيّدة أمطارها بأقسى سلاسلها

بأن تسهو بلحظه وتحتويه

ومن كنايسها تمد كفوفها.

وابتدت تشبه ملامح سعفها روحه

بعدما أينعت حلمٍ وسلوى

وأصبحت تصغر...

وتصغر في نهايتها

وتشيب قطوفها.

والحمام المشتعل قمح ونواحِ

يخاف لا تصحى بعد غفله

... الرياح...

تحيط بأزهار العمر

تعزف هديل الصمت بعروقه

ليضحك وجهها للصخر.

ويبكي جوفها

(ب) الشاعر أحمد درويش يظل أقرب الى متابعيه كلما ابتعد عن حالة من الغموض المفرط في العديد من نصوصه التي تم نشرها

العدد 1142 - الجمعة 21 أكتوبر 2005م الموافق 18 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً