اتفاق جميع الأطراف العراقية على الترحيب ومن ثم التعاون مع مبادرة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى فتح باب الأمل مرة اخرى امام ايجاد حل حقيقي للازمة العراقية، وقد يكون بداية الخروج من نقطة الصفر ان صح التعبير.
وعلى رغم ان كل الاطراف وضعت شروطا مسبقة للمشاركة في المؤتمر الوطني للمصالحة الوطنية الشاملة، إلا أن جميع هذه الشروط تندرج في اطار رفع سقف المطالب ليس الا، خصوصاً أنها ليست شروطا تعجيزية في كل الاحوال، بل ان كثيراً منها تحظى بإجماع وطني تقريبا.
ان اجماع الاطراف العراقية بمختلف توجهاتها الاسلامية والقومية والوطنية والعلمانية على المشاركة في هذا المؤتمر، جاء بعد ادراك الجميع انهم في مأزق سياسي وأمني كبير كاد أن يصل في كثير من الاحيان الى نقطة اللاعودة، كما ان مبادرة من هذا النوع مدعومة بقوة من الدول العربية (وبضوء اخضر اميركي) يمكن ان يمثل مخرجاً معقولاً لهذه الاطراف كي تتراجع عن كثير من مواقفها المتشددة التي اتخذتها في المرحلة السابقة، وبالتالي يمكن ان تعيد الجميع للاتفاق على بديهيات وطنية حاول الكثير منهم - ان لم نقل جميعهم - الالتفاف عليها بستار القومية تارة وبستار المذهبية تارة اخرى. سبب آخر كان دفع الاطراف العراقية لتأييد المبادرة العربية وهي الرغبة في الاستعداد المبكر للاستحقاق الاهم في المرحلة المقبلة، وهو الانتخابات التي ستجرى نهاية العام الجاري، إذ إن الجميع يدرك انها تختلف كثيرا عن باقي الاستحقاقات الاخرى في العملية السياسية، فالانتخابات «ستولد» برلمانا وحكومة عراقية قوية تتمتع بشرعية كاملة لقيادة البلد لأربع سنوات مقبلة يمكن ان ترسم صورة العراق الجديد. على رغم كل ما حدث في العراق أمس واليوم، وعلى رغم كل «التفاصيل» الاخرى إلا أن وعي العراقيين شعبا وقيادات بخطورة الوضع وما يحاك لهم، سيكون بلا شك المفتاح الحقيقي لإعادة لم الشمل... في وطن يتسع للجميع
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1142 - الجمعة 21 أكتوبر 2005م الموافق 18 رمضان 1426هـ