أصبحت كلمة المتنفذين مألوفة ومتداولة بكثرة هذه الأيام، الكل يتكلم عن المتنفذين... والغالبية تشتكي من المتنفذين... المتنفذون سرقوا شواطئنا، والمتنفذون سيطروا على أرضنا، والمتنفذون حاصروا مصائد أسماكنا... المتنفذون... هل هي صفة جديدة؟ لا نعرف... كل الذي نعرفه هو أن هناك اعتصامات في المحرق تتم ضد المتنفذين ومظاهرات في القرى الشمالية تقوم ضد المتنفذين وتجمعات في القرى الجنوبية تجرى ضد المتنفذين... ولكن من هم المتنفذون الذين قلبوا علينا الدنيا سافلها عاليها؟... أنا شخصياً لا أعلم من المقصود...

الذي أعلمه علم اليقين أن دستور مملكة البحرين ينص على عدم المساس بالذات الملكية، وملكنا صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة المعظم حفظه الله ورعاه ذاته الملكية مصونة بحبنا وولائنا له قبل أن تكون مصونة بالدستور الذي وقعنا ووافقنا عليه جميعاً، وما عدا ذلك يجب تسمية الناس التي تخطئ أو تسيء للمملكة بأي عمل بأسمائها... وكلمة المتنفذين هي كلمة مطاطة وأنا شخصياً لا أعرف على من تطلق... لذلك، أصبح الكثير من سكان البحرين الشرفاء يشكون في أنفسهم وأصبح الواحد منهم يتساءل: هل أنا المقصود؟ هل أنا متنفذ؟ ما المقصود من كلمة متنفذ؟ هل هي متنمر أو متقنفذ؟

الصحيح في القول هو انه إذا كان هناك من يعمل عملاً ضد أهل البلاد ويقصد به قطع رزقهم أو الاستحواذ على ممتلكاتهم أو استغلال منصبه للثراء على حسابهم، أو يقوم بعمل يخالف توجهات ملك وحاكم البلاد فيجب تعريفه بالاسم حتى نكون جميعاً على بينة من عمله ونعرفه من يكون، ويعرف هو اسمه ويدافع عن نفسه بالطرق المشروعة، وأبواب المحاكم مفتوحة لكل من لديه شكوى... صحيح أن القضية سيتم تداولها لمدة لا تقل عن عشرين سنة كما هو حاصل الآن مع معظم القضايا الموجودة عندهم في وزارة العدل، لكن على الأقل تكون هناك قضية ضد شخص معين أو مجموعة معينة أخطأت في حق الآخرين...

كلمة أو تسمية متنفذين أصبحت تطلق بمعنى فيه الكثير من الغموض ولا نعرف ماذا يقصد بها أو من يقصد بها، والتسميات المطاطة أحياناً تحرج الكثير من الناس الأبرياء الذين ليس لهم ذنب في المخالفات أو التصرفات التي يعتقد بعض من شعب البحرين أنها تصرفات خاطئة تضر بمصالحهم أو بأسرهم... وإذا كانت التسمية تطلق على من نهب واستولى على الكثير من أراضي البحرين في البر والبحر من دون وجه حق فأنا أعرف عدداً لا بأس به من هؤلاء البشر وهم لا ينتمون إلى أية مجموعة أو عائلة من العوائل المعروفة عندنا في المملكة، وهم في الواقع ليسوا متنفذين ولا هم يحزنون، هم فقط أناس فقراء كانوا يوماً ما في مواقع عمل مهمة وفقدوا ضميرهم ونسوا ربهم أو تناسوه واستغلوا وضعهم الوظيفي ووضعوا أيديهم على ما ليس لهم... والآن هم خارج الوظيفة... يعني غير متنفذين وليسوا حتى تنفيذيين.

أما إذا كانت التسمية تطلق على كبار موظفي الدولة فيجب تسميتهم بالاسم حتى يمكنهم هذا من الدفاع عن أسمائهم وتبرئة أنفسهم مما ليس لهم فيه ناقة ولا جمل.

وأما عن نفسي فأنا لست متنفذاً وانما مستنفذ