في ولاية فلوريدا تقع مدينة "تيمبا" الساحلية المعروفة سابقا عند الأميركيين بمقر إقامة المتقاعدين بسبب اعتدال طقسها طوال العام، واليوم أصبحت هذه المدينة تشهد طفرة نوعية في شتى النواحي، والذي بدا جليا عند الأميركيين قبل زوارها الأجانب وذلك في السنوات الأخيرة. و"تيمبا" التي تحتضن المجموعة الكاملة والنادرة للفنان السريالي "سلفادور دالي" فإنها في الوقت نفسه تمتاز بسواحلها المفتوحة لجميع الناس... هذه السواحل الجميلة ذات الرمال البيضاء تهب نسماتها على أشجار النخيل الأميركية التي تتميز بشكل وطول يختلفان عن شكل وطول نخلتنا البحرينية والعربية عموما. لقد سنحت لي فرصة لزيارة سواحل هذه المدينة التي تميزت بشدة نظافتها ووجود دورية شرطة المجتمع التي تحافظ على أمن واستقرار المكان كون السواحل تطل على منطقة سكنية وأخرى منتجعات وجميعها مفتوحة على السواحل. الجميل في الأمر أن الجميع بإمكانه الاستمتاع والاستجمام في هذه السواحل من دون وجود لافتة واحدة أو سور أو سياج يمنع من دخول هذه المنطقة، فتجد الكبير والصغير يستمتع فقط عليه الالتزام بعدة قوانين كعدم إلقاء الأوساخ على الساحل ورماله أو تناول زجاجات العصائر وإلقائها على الساحل وغيرها الذي لا يتسنى لي ذكرها. لم يكن هذا كل شيء بالنسبة إلى السواحل بل حتى محميات أشجار القرم محافظ عليها بصورة تعكس صورة خليج "تيمبا" الجمالية التي لا يمكن للمرء تجاهلها في تناغم بصري رائع لطبيعة وكيفية المحافظة عليها. ما دفعني إلى كتابة هذه السطور هو كثرة الاتصالات التي وردت إلى "الوسط" أمس تتساءل عن الأسباب التي أدت إلى إغلاق منفذ "بلاج بابكو" العائلي والوحيد في البحرين... أليس من حقنا كمواطنين أن نحظى بسواحل مفتوحة على غرار "تيمبا"! أيضا عندما نظرت إلى أشجار القرم في "تيمبا" تذكرت خليج توبلي البائس في البحرين، الذي دمرته جيوب الطمع والجهل... لا أدري لماذا لا تأخذ حكومتنا بتجربة الآخرين وتستفيد منها وتطبقها. أم ان احتياجات الإنسان "المواطن" والبيئة ليست من أولويات الدولة