صدر أخيرا عن دار الساقي بلندن رواية «العتمة» للكاتبة سلام عبدالعزيز وذلك في أول تجربة روائية لها. الرواية التي تعد، بحسب تقرير لصحيفة الوطن السعودية، أحدث عمل سعودي, «استنادا إلى الانتهاء من طباعته قبل افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب بأيام طبقا لكاتبته» تطرق «إشكاليات التعصب في المجتمع السعودي والتي باتت تمثل إلحاحا في مقدمة القضايا السعودية الطافية على السطح في العقد الأخير، والمتمثلة في العصبية المذهبية والطائفية والعرقية».

وبحسب التقرير فإن الكاتبة تجمع في روايتها، التي تتألف من 414 صفحة من القطع المتوسط «أطياف شخصيات تمثل فسيفساء المجتمع السعودي في تعدد شخصياتها وتنوع مرجعياتها الإثنية والمذهبية في عمل ذي تقنية فنية تميزت بتعقيد فني يتحرك في عدة مستويات، بدءا من حي (العشاير) في المنطقة الشرقية ذي السمة الكوزموبليتانية حيث تنوع العلاقات والثقافات لسكانه، وعلاقة الصداقة القوية بين راشد (السني أسمر البشرة) و(جعفر) الشيعي المنتمي لمدينة سيهات، واللذين جمعتهما وظيفة مراقب في وزارة الثقافة والإعلام، وتعرضهما للفصل معا بسبب فسحهما لكتاب كان يفترض عدم فسحه بحسب رؤية أحادية أخرى».

ويكمل التقرير بأن الكاتبة تقود سير العلاقة بين الشابين «عبر استرجاعات تاريخية ذات إيحاء ودلالات واسعة لمشهد مقتل الحسين في كربلاء وأحداث الثمانينيات من القرن الماضي التي شهدتها المنطقة بدءا من الثورة الخمينية، في اشتباك فني شفيف مع المعطى التاريخي.

ويتداخل هذا التشابك مع عوالم النساء عبر شخصية (أمل) المعلمة التي تعبر عن مكابدات المرأة في واقع ذكوري بحت، تتعرض فيه للاستلاب في مجتمع متناقض متقلقل بين قيمه العشائرية وعاداته الاجتماعية ومبادئ دينه.