كلما وجدنا حالة عمران في مناطقنا نزداد فرحا. .. حديقة هنا وشوارع في طريقها للتعمير وبناء مركز أو مشروعات اسكانية هنالك. لكني هنا دعوني أحدثكم عن قرية مازالت منسية من على خريطة الكعكة الخدماتية وهي منطقة سار. فهذه المنطقة تكاد تكون الوحيدة من المناطق التي لا توجد فيها حديقة لأطفالها. فلو القينا النظرة في طول وعرض المنطقة... فإننا نجد أنه لا توجد فيها حديقة تصبح متنفسا لابنائها... وعندما أسير في أزقة القرية أرى اطفالها يتكدسون في اللعب على أبواب بيوتهم. اقول ذلك على رغم قراءتي الواضحة للخريطة الكبرى الجغرافية لهذه المنطقة فهي ملأى بالاراضي الواسعة. عندما كنت اقرأ قصة المنفلوطي "ماجدولين تحت ظلال شجرة الزيزفون" اتذكر حدائق سار القديمة التي كانت تبتسم للناس وصور النخيل التي كانت توزع على الفلاحين، ابتسامات الصباح وتسامرهم ليلا بسهرها معهم. الحدائق تقلصت وأصبحت مجرد كانتونات موزعة، أما الناس فحصتهم فيها هي البصل. دعونا من كل ذلك، هلا نسأل سؤالا واحدا؟ الا تحتاج منطقة سار إلى مشروع اسكاني ليستوعب ابناءها وأهلها على رغم وفرة أراضيها الواسعة. وطالما اشفقت على بنات القرية للمرحلة الإعدادية اللاتي يتكدسن في باص واحد إذ عدد الواقفات أكثر من عدد الجالسات، فالقرية بحاجة إلى انشاء مدرسة إعدادية للبنات. قبل سنتين ونصف السنة كتبت مقالين عن منطقة سار تحدثت فيهما عن الهم الاسكاني الذي اصبح اشبه بالعنقاء والبطالة التي تتوزع على محيا القرية وكذلك عن الاراضي الوقفية الموجودة في سار، وكذلك عن حديقة لاطفالها. تحركت بعض المياه الراكدة في الموضوع ثم لعدم التتابع بدأت تهدأ. والقرية تنقصها إشارات المرور خصوصا في المواقع الخطرة. اعتقد ان القرية بحاجة إلى تشكيل لجنة من المنطقة لتدارس موضوع القرية ولماذا هي خارجة عن الذاكرة. كي ننصف الواقع لابد من الإشادة ببعض الجهات الرسمية في تشكيل شبكات الصرف الصحي وإعادة تأهيل الطرق والشوارع في بعض مناطق سار وهي خطوات ايجابية لكن الناس تأمل أيضا في انشاء مركز اجتماعي في المنطقة ومشروع اسكاني لابنائها اضافة إلى حديقة تكون بحجم الحدائق الجميلة التي اقامتها الدولة في بعض مناطق البحرين كحديقة ساحل أبوصبح. مركز البديع الصحي أصبح لا يستطيع تغطية حاجات المنطقة بأكملها ويعاني من ضغط كبير، فالأمل يحدو بالاسراع في بزوغ مركز النخيل الصحي إلى الوجود. طبعا لا يفوتني شكر وزارة الصحة على تلبية بعض احتياجات مركز جدحفص الصحي من التوسعة وبناء المرافق وغرفة لسحب الدم وتلبية حاجات الصيدلة. فالحمد لله فبعد الكتابة عن الموضوع وايصال حاجات المرضى تمت الاستجابة ولا شك ان ذلك سيكون له انعكاس على تنمية الخدمات الصحية للمواطنين. واملنا من الوزارة إعادة القراءة لمطبخ السلمانية قبل وصول الصحافة وتصوير المطبخ في بعض امكاناته المتواضعة. عودا على بدء اقول: سار هذه المنطقة الطيبة التي عرف اهلها بالطيبة تتمنى تبديل حالها. ما اطرحه هو اختصار لاحاديث قرأتها في عيون أهلها في دواوينهم الشعبية والديمقراطية أيضا
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1139 - الثلثاء 18 أكتوبر 2005م الموافق 15 رمضان 1426هـ