العدد 2428 - الأربعاء 29 أبريل 2009م الموافق 04 جمادى الأولى 1430هـ

كفّا البحرين وألمانيا تتعانقان في معرض مشترك

أقامه «قطاع الثقافة» و«السفارة الألمانية» في المتحف

لا بد أن جمالية حس التآخي الذي ولده تشاطر النشاط الفني في تقديم معرض «علاقات ثنائية»، الذي ضم بعضا من فناني البحرين المتألقين، الذين جاوروا بأعمالهم على جدار واحد فنانين ألمانيين، ليقدموا صفة الفن، ورسالته الهادفة لفتح الأبواب والتحاور بلغة لا ينطقها لسان، ولكنها تفهم.

بلا شك، فقد كانت هذه التجربة التي أقيمت بصالة الفنون التشكيلية في متحف البحرين الوطني، قد أبدت هذه الانطباعات لكل الزوار الذين حضوا بفرصة الاطلاع على المعرض خلال افتتاحه الأول، والذي كان في 15 أبريل/ نيسان الجاري، تحت رعاية وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وبحضور السفير الألماني وعدد من الفنانين والمهتمين بالنشاط الفني في البحرين.

وقد تم تجميد المعرض خلال الفترة الماضية، وذلك لإعداد قاعة متحف البحرين، كي تكون مكانا مناسبا لاستضافة حفل ختام فعاليات سباقات الفورمولا 1، التي أقيمت خلال الأسبوع الجاري على أرض مملكة البحرين، إذ استأنف المعرض نشاطه يوم الإثنين الماضي 27 أبريل، إلى أجل غير محدد.

وتضمن المعرض حصيلة من الأعمال التشكيلية المتنوعة، التي قدم من خلالها الفنانون البحرينيون والألمان رؤاهم الفنية المختلفة، والتي ترجمتها أعمال النحت والرسم والتصوير، التي قدمها 11 فنانا مشاركا في المعرض.

وكان المشاركون من الجانبين هم فائقة الحسن، عدنان الأحمد، ماريون لاباني، جعفر العريبي، مونيكا الفهد، على المحميد، خليل الهاشمي، فؤاد البنفلاح، ستيفانى دي فوس، خليل حماد ومانفريد اربير، إذ تراوحت الأعمال المقدمة ما بين تجارب سابقة لبعض الفنانين، واستحداثات لتجارب سابقة، وأعمال جديدة قدمت خصيصا للمشاركة في هذا المعرض.

وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أعربت خلال الافتتاح عن فخر مملكة البحرين باستضافة المعرض الفني التشكيلي البحريني الألماني، والذي وجدت أنه يعمق منطق الحوار والتبادل الثقافي بين الشعوب، تعرض فيه أعمال فنية مبدعة نسجتها أيدٍ بحرينية وألمانية هدفها في ذلك اكتشاف التجليات والتفاعلات الثقافية والفنية وترجمتها على أرض الواقع من زوايا مختلفة.

وكان المشاركون الألمان الأربعة في المعرض من المقيمين في البحرين، وتأتي أعمالهم بهدف إبراز تفاعل هؤلاء الأشخاص مع المجتمع وثقافاته، واطلاع الجمهور على كيفية تعامل الفنانين مع مسألة الالتقاء والتأمل، وضمن محاولة لإخراج زوار المعرض وجمهوره من الأطر الفكرية التقليدية التي تفترض نتاجا فنيا ينبثق من المنطقة وإليها.

من جانبه قال رئيس جمعية البحرين للفنون التشكيلية علي المحميد إن المعرض المشترك قد أسهم في ظهوره إلى النور التعاون المثمر بين قطاع الثقافة والتراث الوطني بوزارة الثقافة والإعلام، وبين السفارة الألمانية، إلى جانب آرت لونغ وجمعية البحرين للفنون التشكيلية.

وأضاف المحميد أن المشاركين «قدموا أعمالا ضمن اختصاصاتهم المختلفة، فعبر 11 فنانا وفنانة مختلطي الأساليب، بين النحت والتصوير والتصوير الفوتوغرافي عن رؤى وأفكار مختلفة، إذ نمثل النحاتين أنا والفنانين خليل الهاشمي وفؤاد البنفلاح، فيما مثل الرسم التشكيلي الفنانين فائقة الحسن، عدنان الأحمد، جعفر العريبي، وكان خليل حماد سفيرنا في التصوير».

المحميد وجد التجربة «جدا جميلة» وذلك لأن فيها «تنوع في الموجودات، ولأن التصوير عادتا لا يدخل في المعارض التشكيلية، إلا أنه كان حاضرا هذه المرة، وكان المعارض بالنسبة لمعرض مشترك يمثل تجمعا لمجموعات قيمة جدا، وأتاح لكل شخص التعرف على ثقافة الآخرين ممن معه، واكتسب منهم الخبرات، كما زودهم من خبراته»، مضيفا «لهذا السبب نجد المعارض المشتركة والمفتوحة مفيدة للاطلاع على الأعمال الفنية عن قرب، وإطلاع الآخرين على ما نقدمه».

وقدم المحميد 12 قطعة فنية للمعرض، إلى جانب مشاركة الفنانين خليل الهاشمي وفؤاد البنفلاح بنفس العدد.

ووصف علي المحميد المعرض بأنه «يثري النشاط الفني في البحرين، والألمان هم ممن يقيمون في البحرين ويشتغلون في مجالات الرسم والتصوير، ولذلك اكتسبنا منهم خبرات كثيرة، كما أن هذا المعرض سيذهب لألمانيا كي يتعرف الجمهور هناك على النشاط الثقافي والفني لدينا في البحرين من خلال عيون الفنانين المشاركين».

وكان رئيس نادي التصوير في جمعية البحرين للفنون التشكيلية خليل حماد قد وجد المعرض ذا مستوى جيد بالنسبة له كمصور، إذ قدم أعمالا فوتوغرافية فنية، يقدمها للجمهور لأول مرة.

وقال حماد بشأن ذلك «قدمت أعمالا فوتوغرافية فنية، لأول مرة بهذا الأسلوب، والذي أحبه الناس كما انتقدوه، وذلك بحسب مستوى الاطلاع لدى كل مشاهد، إلا أن كثيرا منهم لم يدركوا أن تلك الأعمال هي صور فوتوغرافية، وذلك بعد أن تحولت إلى صور فنية، شجعني الكثيرون على المواصلة فيها، وأنا بصدد جمع تلك الآراء كي أرسم خطوطي للمراحل المقبلة».

ووجد حماد أن هذه المرة، هي الأولى أيضا له في المشاركة مع فوتوغرافيين عالميين في معرض مشترك، إذ وجد في الأعمال المقدمة القوة، وهو ما وجده أمر مشجع للمشاركة والعمل مع أناس بهذا المستوى من الأداء في مجال التصوير، مضيفا «من ناحية أخرى، كانت الأعمال الأخرى من النحت والرسم ذات مستوى قوي جدا، وجميع المشاركين كان مستواهم متقدما فيما قدموه من أعمال؛ ورغم ذلك فقد تمنيت مشاركة كبار التشكيليين البحرينيين مثل إبراهيم بوسعد وعباس الموسوي، الذين كانا سيثريان المعرض بأعمالهما».

ويأتي دخول حماد إلى المعرض من خلال مشاركة سابقة له في معرض أقامه آرت لونغ في بنيان تري خلال وقت سابق، والذي أبدى فيه الناس إعجابهم بما قدمه، وهو ما دفعه للمشاركة في هذا المعرض.

يختزل حماد التجربة التي قدمها بالقول «هي معالجة عن طريق برنامج تعديل الصور (الفتوتوشوب)، نقوم فيها بإدخال طبقات وألوان وإضافات جمالية، نمزجها ونعالجها حتى نخرج بعدة تجارب مختلفة، وهو أمر يمتد لمرحلة الطباعة التي قد تتطلب طباعة نماذج مختلفة للخروج بالعمل وفق كيفية ولون معينين، إذ قد تستغرق هذه التجارب نحو 4 ساعات للعمل الواحد، وتجد في نهاية المطاف أشخاصا ينتقصون العمل رغم الجهد المبذول فيه باستخدام عبارات مثل (هذا بالفتوتوشوب)، فيما يراه الأجانب فنا وإبداعا»!

العدد 2428 - الأربعاء 29 أبريل 2009م الموافق 04 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً