بدأت نتائج الاستفتاء على الدستور العراقي تظهر مع بدء انتهاء عملية التصويت التي شارك فيها نحو 65 في المئة من مجموع الناخبين العراقيين. وإذا كان هناك ما يسجل لهذا الاستفتاء فهو مشاركة العراقيين المغيبين عن الانتخابات السابقة، أو ما أطلقت عليهم وسائل الإعلام الأميركية بـ "العرب السنة" الذين شاركوا بفاعلية تسجل للسفير الأميركي في العراق زلماي خليل زاد الذي وقف في مقدمة من ساهم في "إثارة" السنة العرب تجاه الشيعة والأكراد وإقناعهم بالمشاركة في الاستفتاء، مرة عبر إظهار دعم واشنطن للمطالب السنية ومرات في التدخل لدى الأطراف الكردية والشيعية والضغط عليها للحصول على تنازلهم عن بعض بنود الدستور التي كانت تعد خطوطا حمر عند البعض منهم. وهكذا كان زاد نواة اللعبة السياسية التي رافقت مباحثات كتابة مسودة الدستور والتأثير المباشر وغير المباشر، ما جعل البعض من "العرب السنة" يشعر بأنه أقرب إليهم من الشيعة والأكراد من أبناء بلدهم العراق. وبغض النظر عما اختلف عليه "العرب السنة" حول المسودة إلا أن تأثير مشاركة احد الأطراف السنية في دعم المسودة سيؤثر بالتأكيد على الأطراف المتشددة التي ترفض المشاركة في العملية السياسية لأسباب قد تتعلق بقلة نسبة "العرب السنة" من جهة، وبعدم حصولهم على دعم عربي معلن وواضح لمطالبهم في العراق من جهة أخرى. إن احتمال صعود نسبة غير قليلة من العرب السنة إلى قبة البرلمان في الانتخابات القادمة واحتمالات تغيير بعض فقرات الدستور بالتأكيد ستساهم - إذا ما استمر السفير الأميركي في شق صفوف الكتل السياسية المتشددة - في تقليل حجج الاستمرار في دعم الإرهابيين الذين صار العراقيين الشيعة هدفهم الاول، وهي أحد أصعب أهداف إشراك "العرب السنة" في التصويت على الدستور
إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"العدد 1137 - الأحد 16 أكتوبر 2005م الموافق 13 رمضان 1426هـ