عندما أذهب إلى أية مكتبة عربية أحاول دائما أن أبحث عن الكتب النقدية في الفكر والسياسة لإيماني بأن النقد الذاتي غير العدائي هو الذي يزيل من العقل الأوهام ويذيب الدم المتخثر من على مفاصل الوعي. مازلت أبحث عن كتاب لخالص شلبي بعنوان "النقد الذاتي" ولم أوفق في الحصول عليه على رغم أهميته، لكني هذا العام توفقت في الحصول على مجموعة كتب من المعرض اما تصب في النقد الذاتي اوانها تفتح أبعادا فكرية، ومن ضمن ما وجدت: 1- في نقد المثقف والسلطة والإرهاب لايمن عبدالرسول. 2- الإسلام بين الدولة الدينية والدولة المدنية لخليل عبدالكريم. 3- المحنة بحث في جدلية الدين والسياسة في الإسلام لفهمي جدعان. 4- النجف الاشرف والثورة العراقية الكبرى 1920 لكامل سلمان عباس. الغريب في الأمر عندما وجدت كتابا للكاتب الليبي الصادق النيهوم بعنوان "نزار قباني ومهمة الشعر". فالنيهوم كانت أكثر كتبه تتحدث عن جدلية الدين والمجتمع. في ظل القراءات التصحيحية تقف دار الأمير في منشوراتها آخذة على عاتقها نشر كتب علي شريعتي. ففي كل عام تفاجئنا باطروحات جديدة ولأول مرة اقرأ ادعية "مفاتيح الجنان" محققة وهذه خطوة تستحق الدار عليها الثناء. أعتقد أن التحقيق بات أمرا ضروريا. الناس تحب أن تقرأ ما هو محقق . ليس على مستوى الادعية فقط، بل حتى على مستوى الفكر والثقافة. الثقافة مهمة للمجتمع وللشخص العادي وللعالم وللمهندس وللصحافي وللشاعر... إلخ. طبعا ليست كل ثقافة، بل الثقافة الواعية التي تفتحك إلى حيث الافق المعرفي وإلى القراءة القريبة من فهم الواقع. يزداد حزني عندما أرى تكدس كتب الشعوذة والسحر وتفسير الأحلام والأبراج وقراءة الفنجان والكف. فهي جزء من تخلف مجتمعاتنا العربية. كذلك الكتب التي تكره شبابنا المسلم في الحياة وكراهية الآخر وتعتمد نظرية المؤامرة عمدا في تحليل الحوادث فقد أصبحنا في مجتمع لو طلق الزوج زوجته سيضع السبب على ضحية جاهزة، ربما يكون الحلف الأطلسي وراء هذا الطلاق! يسألني بعض شبابنا المسلم والعربي لمن تحب أن تقرأ دائما؟ أقول باختصار هم كثر واطرح بعضهم واستثنى البعض متعمدا لحاجة في نفس يعقوب: 1- عبدالله النفيسي، 2- خالص شلبي، 3- علي الوردي، 4- شمس الدين، 5- محمد الغزالي. هناك كتاب كثيرون لا يخلون من إضاءات وكتب معرفية عالية ذكر أسمائهم الآن قد يسبب عسر هضم للبعض هنا وهناك نتركهم حتى إشعار آخر فليس كل واحد منا - للأسف - يؤمن بالحديث "خذ الحكمة انى كانت" أو أطلبوا العلم ولو في الصين، على رغم أن الرسول "ص" كان يعلم أن الصين لم تكن إسلامية، لكن هذا لا يمنع من الأخذ من علمها مادام لا يتعارض مع الإسلام
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1137 - الأحد 16 أكتوبر 2005م الموافق 13 رمضان 1426هـ