دعت أحزاب عدة معارضة والإخوان المسلمون في سورية أمس في بيان إلى "تغيير جذري" و"ديمقراطي" في البلاد. وفي بيان بعنوان "إعلان دمشق"، دعا الموقعون على البيان "جميع مكونات الشعب السوري" إلى العمل على "ضرورة التغيير الجذري في البلاد ورفض كل أشكال الإصلاحات الترقيعية أو الجزئية أو الالتفافية". وجاء في البيان "تتعرض سورية اليوم لأخطار لم تشهدها من قبل نتيجة السياسات التي سلكها النظام"، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب "تعبئة جميع طاقات سورية "الوطن والشعب" في مهمة تغيير إنقاذية تخرج البلاد من صيغة الدولة الأمنية إلى صيغة الدولة السياسية". ودعا إلى "إقامة النظام الوطني الديمقراطي" الذي هو "المدخل الأساسي في مشروع التغيير والإصلاح السياسي". وأشار إلى أن هذا التغيير "يجب أن يكون سلميا ومتدرجا ومبنيا على التوافق وقائما على الحوار والاعتراف بالآخر". كما دعا الإعلان إلى "تمهيد الطريق لعقد مؤتمر وطني يمكن أن تشارك فيه كل القوى الطامحة إلى التغيير بما فيها من يقبل بذلك من أهل النظام". وفي بيان آخر مستقل، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سورية التي تتخذ من لندن مقرا لها "تأييدها الكامل لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي "..." تمهيدا لانعقاد المؤتمر الوطني الشامل ومدخلا للتغيير الديمقراطي السلمي". هذه الدعوة لإسقاط نظام الحكم السوري خطيرة جدا، وعلى رغم أن هذه القوى أدرى بوضعها في داخل البلاد، ولكن هل هذه القوى تتحرك في هذا الاتجاه بقناعتها الذاتية بأن النظام لم يعد ممكنا التفاهم معه والوصول إلى بر الأمان؟ وهل - إذا افترضنا أن هذه القوى تمكنت من خلع النظام - ستتمكن من حكم البلاد وإبقاء سورية دولة مقاومة لـ "إسرائيل" ومناهضة للسياسات الأميركية التي تسعى إلى جعل سورية ضمن "حاشيتها"؟ لابد أن يدرك جميع الذين يختلفون مع أنظمتهم أن الوطن هو الأساس، وينبغي التفكير فيه وعدم بيعه