العدد 1137 - الأحد 16 أكتوبر 2005م الموافق 13 رمضان 1426هـ

الجودر والموسوي تستبعدان دخول انفلونزا الطيور المملكة

"الثروة الحيوانية": البحرين بعيدة عن بؤر الإصابة

الوسط-محرر الشئون المحلية 

16 أكتوبر 2005

استبعدت رئيسة قسم التثقيف الصحي في وزارة الصحة أمل الجودر دخول مرض انفلونزا الطيور المملكة، وقالت في تصريح لـ "الوسط": "من خلال تجاربي السابقة مع حمى الوادي المتصدع والجمرة الخبيثة وسارس أجد أن هناك تضخيما كبيرا يثير ذعر الناس ويصرف أذهانهم عن قضاياهم الكبرى"، كما استبعدت رئيسة قسم التمنيع الموسع في الوزارة منى الموسوي وصول مرض انفلونزا الطيور المملكة بسبب الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الجهات المعنية كافة لمنع دخول المرض. من جهة أخرى قال مدير إدارة الثروة الحيوانية سلمان عبدالنبي: "إن المملكة بعيدة نسبيا عن بؤر الإصابة ونحن استطعنا خلال فترة وجيزة رفع مستوى التأهب لدينا إلى أقصى درجة لذلك ليس هناك توقع كبير بوصول المرض البلاد"، منوها بأن الوزارة على اتصال يومي بالمنظمة العالمية للصحة الحيوانية التي زودت المملكة بكل الإجراءات الاحترازية الممكنة للوقاية من المرض.


"انفلونزا الطيور" المرعب يضع العالم على كف عفريت "1-2"

في البحرين... كل المؤشرات تقول: "لا داعي للقلق... إطلاقا"

الوسط-سعيد محمد ،منصورة عبدالأمير

تهتز فرائص الكثيرين منا رعبا إلى حد الموت، ونحن نتابع مستجدات الوضع العالمي في شأن مرض إنفلونزا الطيور، ولعل الجانب الأكثر إخافة لنا هو أن هذا المرض المباغت الشرس لا يعرف "الرحمة"! فقد يتخيل الإنسان وضعه الصحي حين تصيبه إنفلونزا عادية. .. عادية جدا، فإذا به يتقلب وينوح وكأنه على فراش الموت فكيف الحال بالنسبة إلى إنفلونزا هي فعلا... قاتلة مئة في المئة؟! الخوف والهلع، جعلا الناس تقرأ الأخبار في الصحافة وتتابع تقارير الفضائيات، لكنها معذورة حين يهاجمها القلق! لأن التحرك المحلي - وإن كان موضع اهتمام من مجلس الوزراء - إلا أن الناس بحاجة إلى من يطمئنهم ويزيل عنهم غشاوة الجهل بحقيقة ما يحدث! ولعلنا في تحقيقنا الآتي، ننتقل منطلقين من محطة أساسية يحددها السؤال الآتي: هل نحن في البحرين، بخير وبعيدا عما لا تحمد عقباه؟ وستأتي الإجابات صريحة ومريحة على لسان المعنيين مباشرة.

صورة قلمية: هؤلاء معذورون!

قبل الانتقال إلى عمق الموضوع، سننقل هذه الصورة القلمية عما يمكن اعتباره نتيجة عدم توفير معلومات كافية للمواطنين عن هذا المرض الذي تؤكد مصادر وزارة الصحة الوثيقة الصلة بالموضوع، أنه ليس مخيفا، ولا يدعو إلى القلق بشأنه! فبعض الناس، هرعوا بنقل طيورهم من ببغاوات وفلامنكو والصقور النادرة وعصافير الزينة إلى الأطباء البيطريين حينما وجدوا بعض التغير في الوضعية الصحية للطير وكان التخمين الأول: لعل الطير أصابه المكروه المرعب! على الضفة الأخرى، لا ينفك بعض المواطنين والمقيمين يتساءلون عن مدى توافر اللقاحات المضادة للمرض وكيفية الحصول عليها، وعلى رغم أن المعلومة الأولى هي أنه لا يوجد على مستوى العالم مصل ضد المرض يعطى للإنسان، بل ولم يتم اكتشاف مثل هذا اللقاح، فإن البعض لا يعلم أن اللقاح المتوافر هو للطيور فقط!

إجراءات على مستوى الدولة

لم يغفل مجلس الوزراء موضوع مرض إنفلونزا الطيور، فقد بحث في احدى جلساته الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تتخذها الحكومة لمواجهة احتمالات انتشار مرض إنفلونزا الطيور ومنع وصوله إلى مملكة البحرين؟ وكان مما ناقشه المجلس خطة عمل لمواجهة خطر المرض. وإذا عدنا إلى ما تم إعلانه في مجلس الوزراء، فإن الخطة تتضمن حظر استيراد الطيور والدواجن الحية وبيض التفريخ من البلدان الموبوءة أو المشتبه فيها والقيام بحملة تحصين شاملة ضد المرض لتكوين المناعة اللازمة لدى الطيور والدواجن في المملكة وحمايتها من الإصابة به من خلال توفير ملايين الجرعات من لقاح إنفلونزا الطيور، إلى جانب توفير المعدات ومكنات الرش والآليات اللازمة وتزويد المختبر بالمستلزمات المختبرية الخاصة بالفحوصات التأكيدية المطلوبة لتشخيص المرض. وكخطوة احترازية رئيسية، تم تشكيل لجنة تجتمع بشكل مستمر من الوزارات والأجهزة المعنية ومنها وزارة شئون البلديات والزراعة ووزارة الصحة وشئون الطيران المدني بوزارة المواصلات ووزارة الصناعة والتجارة لمتابعة تنفيذ جميع التدابير الوقائية والاحترازية اللازمة التي تضمنتها الخطة المذكورة للحيلولة دون وصول مرض إنفلونزا الطيور إلى البلاد، فيما وافق المجلس أيضا على اعتماد المبالغ المطلوبة لتنفيذ الخطة المشار إليها أعلاه؟

هل نحن في مأمن؟

وتجنبا للدخول في تعقيدات قد تقلق المواطنين، حددنا سؤالا رئيسيا ووجهناه إلى رئيسة قسم مكافحة الأمراض المعدية بوزارة الصحة منى الموسوي: "هل نحن في مأمن؟" فماذا كانت الإجابة؟ تجيب الموسوي بالقول: "في الواقع، إن المفترض من الناس ألا يقلقوا! واذا كان القلق يسيطر على منظمة الصحة العالمية فهذا لأنها مسئولة على مستوى العالم، لكننا في البحرين في مأمن ولله الحمد. وما يتابعه الناس من مستجدات في شأن المرض ما هو إلا محاولة من المنظمة لترسيخ حال التأهب حتى لا تتحول الحال إلى وباء عالمي... والحقيقة التي أريد أن يعرفها الناس، أن الوضع، حتى على مستوى الدول التي سجلت حالات إصابة فيها ليس مخيفا أبدا، فكل ما في الأمر، أن المنظمة العالمية تتحمل مسئولية دولية... فالمرض، وبصراحة، ليس موجودا حتى في الدول التي اكتشفت إصابة بعض الطيور، إلا أن المحذور هو من تحول الفيروس وتصبح له القدرة لنقل العدوى من الإنسان إلى الإنسان وليس كما هو حاصل الآن، إذ ينتقل المرض من الطيور إلى الإنسان". تضيف "منذ مطلع العام 2003 بدأ الفيروس "يتحول" ويصيب الحيوانات بصورة شرسة ويقتلهم بأعداد كبيرة، ومنذ نهاية ديسمبر/ كانون الأول من ذلك العام، بدأ ينتشر في دول عدة ويقتل الكثير من الطيور، لكن في الفترة الأخيرة، ظهرت حالات جديدة قوامها 115 حالة، وعندها بدأ المرض في الانتقال من الحيوان إلى الإنسان، لكنه لم يتحول من إنسان إلى إنسان". وتكرر إعادة أسباب التأهب العالمي بالقول: "الخوف هو حين يزداد الفيروس شراسة، ويفتك بالحيوان والإنسان، لذلك وضعت المنظمة العالمية العالم في حال تأهب تحسبا لتحول الفيروس وانتقاله من البشر وإليهم".

خطتان تحسبا للطوارئ

وعلى رغم الحاجة إلى رسائل توعية لطمأنة الناس من خلال وسائل الإعلام، فإن هذا لا يعني عدم وجود آلية عمل حتى في الظروف الطبيعية. هنا تشير الموسوي إلى أن هناك لجنة مهمتها تنفيذ الخطط الاحترازية، وهي تمثل الجهات المعنية في الدولة كوزارة شئون البلديات والزراعة ووزارة الصحة ووزارة الصناعة والتجارة وشئون الطيران المدني، وهناك خطوات أساسية تم إقرارها ومنها تلقيح الطيور في البلد ومراقبة الطيور المهاجرة وتنفيذ خطة لمتابعة المزارع، أما نحن في الوزارة، فمهمتنا ترتكز على المراقبة والاستعداد للمستقبل إن حدث تحول في الوضع على المستوى العالمي، وقد طلبنا الأدوية لكي توفرها لنا الشركات، ونبحث مع المنظمة العالمية آلية الفحص المختبري، ولدينا أيضا خطتان قصيرة وطويلة المدى لكنهما خطتا طوارئ.

الخدمات البيطرية: نظرة على الوضع

من المهم إلقاء نظرة على الوضع في نطاق الخدمات البيطرية، والسؤال الذي تم توجيهه إلى رئيس قسم الخدمات البيطرية سلمان عبدالنبي هو: هل أنتم مستعدون لتقييم الوضع في البحرين وتحديد أهم الأمراض الموجودة في البلد بين الثروة الحيوانية؟ وفيما يتعلق بإنفلونزا الطيور، أجريتم اختبارات على بعض العينات، فماذا كانت النتائج؟ يؤكد محدثنا أن الوضع عموما جيد على رغم ما تم نقله عبر وسائل الإعلام "نحن في وضع طيب فيما يتعلق بالخريطة الوبائية التي تعد من أفضل الخرائط لعدم وجود الكثير من الأمراض لدينا، وهذا الأمر ناتج من البرامج الوبائية لدينا والمتمثلة في الجهاز الوقائي التابع لادارة الثروة الحيوانية، الجهاز الوقائي يلعب دورا في تصديه للأمراض، كما توجد لدينا محاذير متطورة جدا ولديها القدرة على إغلاق المنافذ الجمركية، كما أن لدينا جهازا رقابيا لديه الاستعدادات الكافية لرصد وتقييم بعض الأمراض التي يمكن أن تدخل البلاد". ويواصل عبدالنبي حديثه فيقول: "هذه الإمكانات هي ما أعطت سمعة جيدة للمستوى لدينا، والآن بدأ الحديث بشكل جدي عن انتشار وباء إنفلونزا الطيور في منطقة الشرق الأوسط وبعض الدول الأخرى التي تسجل حالات بين حين وآخر، أما بالنسبة إلينا فالعمل يتمحور حول اتخاذ احترازات وقائية وتدابير". ويفصل قائلا: "بالتشاور مع المعنيين، صدر عن وزير شئون البلديات والزراعة علي صالح الصالح قرار بمنع استيراد جميع الطيور البرية وتحديدا المائية من جميع دول العالم، كما يمنع القرار استيراد الطيور الداجنة وطيور الزينة من قارة آسيا، وفرض شهادة صحية بيطرية على عمليات الاستيراد التي قد ترد إلى المنتجات المستوردة على أن تكون مصحوبة بشهادة صحية بيطرية في فترة لا تقل عن 15 يوما قبل ورودها الى البلد... هذا يمثل خطنا الأمامي في عملية التصدي وهو يشكل حماية لدخول أي نوع من الطيور التي قد تسرب معها عدوى المرض".


حملة عربية وقائية لمنع وصول الفيروس للمنطقة

مخاوف بريطانية من اتحاد إنفلونزا الطيور والبشر

عواصم - وكالات

قال رئيس مكتب الإشراف الصحي بالحكومة البريطانية ليام دونالدسون أمس إن فيروس إنفلونزا الطيور القاتل الذي تأكد ظهوره في تركيا ورومانيا سيتحد مع فيروس إنفلونزا البشر في مرحلة من المراحل ويتسبب بوباء في البلاد يمكن أن يؤدي إلى وفاة نحو خمسين ألف شخص. وقال دونالدسون لتلفزيون "بي بي سي" إن "انتشار وباء إنفلونزا الطيور بحد ذاته ليس هو الأمر المهم بل المهم هو انه في مرحلة من المراحل، ونحن نتعلم من التاريخ، سيتحد فيروس الطيور بفيروس البشر ويصبح بعد ذلك سهل الانتقال والعدوى". وبشأن سبب تأكيده أن ذلك الأمر "حتمي"، قال "لأن هذا ما حدث في السابق". في حين أكد الاتحاد الأوروبي ومنظمة الصحة العالمية أن خطر إمكان انتقال عدوى إنفلونزا الطيور للبشر شديدة الانخفاض وذلك في إطار محاولتهما طمأنة وتهدئة المواطنين. وذكرت "سي ان ان" أن الاتحاد والمنظمة شددا على أن العمل على منع انتشار الفيروس في الدواجن يعد أمرا ضروريا للحفاظ على صحة الإنسان. من جانبه، أعلن رئيس الهيئة الدولية للصحة الحيوانية أليخاندرو تيارمان أن تعزيز أساليب دول جنوب شرق آسيا لمكافحة فيروس إنفلونزا الطيور قد يستغرق عشر سنوات. ولفت إلى أن محاربة مصدر الفيروس هي أقل كلفة وأفضل فاعلية في وقف وباء يصيب الإنسان، وأشار إلى أن التركيز حاليا يتم على تخزين أدوية مضادة للفيروس وتطوير لقاحات مكافحة. وحث تيارمان الدول الغنية على معالجة فيروس "اتش 5 ان 1" في المزارع والأسواق حيث يهدد الوضع بانتشار الوباء،. وعلى ضوء المخاوف من تفشي الفيروس أعلنت المنظمة العربية للتنمية الزراعية أنها اتخذت عددا من الإجراءات الفورية بهدف المساهمة في درء أخطار ظهور المرض في المنطقة العربية تتمثل في إعداد خطة إعلامية شاملة لتعريف الدول بالمرض ومخاطره، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع دخوله إليها. وسارعت السعودية بإيقاف شحنات الطيور الحية القادمة من أوروبا، وطلبت وزارة الصحة الأردنية من شركة دوائية سويسرية توفير كميات كبيرة من كبسولات مثبطات الفيروسات. كما يلتقي مسئولون من وزارة الزراعة الإسرائيلية قريبا مع مسئولين في وزارة الزراعة الأردنية للإطلاع على الاستعدادات التي اتخذها الأردن

العدد 1137 - الأحد 16 أكتوبر 2005م الموافق 13 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً