ألا يوجد حل من قبل وزارة الداخلية تجاه الانفلات اللصوصي في رمضان على الأقل؟... سرقات في أيام الفطر وقبلنا بها... سرقات في الأعياد ورضينا بها... سرقات في الليل ووافقنا عليها... سرقات في عز النهار ومشيناها لهم... سرقات في الصيف وسرقات في الشتاء وقلنا نعطيهم فرصة لتنظيم أمورهم... ولكن سرقات في رمضان وفي عز النهار وباستخدام الأسلحة... عاد هذي شوي كبيرة والسكوت عليها يعتبر جريمة في حق المجتمع قبل أن يكون جريمة في حق الشخص المغتصب حقه... لقد قلتها من الأول (وسأعيدها لأن في الإعادة إفادة والتكرار يعلم الشطار) أن المال السايب يعلم السرقة وإن من أمن العقاب أساء الأدب، وأنا أرى وجميع مواطني مملكة البحرين يرون أن الإجراءات المتخذة من قبل وزارة الداخلية لحماية الأرواح والممتلكات غير كافية، أو هي أقل من المقبول بكثير... ولا أعلم لماذا؟
يعني... مباراة مهمة ومصيرية للمنتخب البحريني ضد منتخب أوزبكستان وهذه المباراة تقام على أرضنا والإعلام يحفز الجمهور للحضور بكثافة في استاد البحرين الوطني وذلك لدعم منتخبنا حتى يفوز، ووزارة الداخلية تعلم وعندها معلومات مؤكدة بأن الحرامية واللصوص سيتواجدون بكثرة خارج الملعب للسطو على سيارات الجمهور البحريني المخلص والملتهي بتشجيع المنتخب الوطني... ولكنها لا تعمل شيئاً ولا تضع حراسات أو على الأقل دوريات متحركة في سيارات تجوب المنطقة... ليش؟... مادري... مواطنون يضعون سياراتهم أمام مبنى إدارة المرور والترخيص ويقفلونها ثم يرجعون إليها بعد المباراة فيجدونها مكسورة الأبواب ومسروقة الأغراض... كيف؟ الله أعلم... الظاهر أن جميع المواطنين الذين تركوا سياراتهم أمام مبنى إدارة المرور لا يقرأون صحيفة «الوسط» ومقالاتي بالخصوص (كيفهم وذنبهم على جنبهم) لأني كنت قد كتبت مقالاً في الاسبوع الماضي عن استهتار بعض من رجال المرور أثناء حادث شارع الشيخ خليفة... والله مشكلة، سرقات في وضح النهار وعيني عينك... سرقات من محلات الذهب بالنهار وبالأسلحة وفي رمضان؟... أين نحن هل في البحرين أم في شيكاغو؟... هل صحيح نحن في بلد الأمان؟... إذاً ماهذا الانفلات الأمني الخطير؟... ولماذا لا يتم الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه إقلاق راحة وطمأنينة الناس الآمنين؟ لماذا لا تتخذ التدابير الأمنية والاحتياطات الضرورية لمنع ضعفاء النفوس والخارجين على القانون من تنفيذ مخططاتهم المسيئة لمجتمعنا المسلم والمسالم؟... لماذا لا يتم تسيير دوريات شرطة بشكل مكثف ومنظم ولها واجبات مراقبة وحماية لأفراد المجتمع وممتلكاته ولديها صلاحيات محددة وشديدة؟... هذه أسئلة بسيطة أوجهها للمسئولين في وزارة الداخلية علني أجد لها آذاناً صاغية وإجابات شافية ومن دون زعل. الغريب في الأمر أنه منذ مدة ليست بسيطة وحتى الآن تعرض الكثير أو الغالبية من سكان البحرين للسرقات من قبل اللصوص وتم البلاغ عن السرقات لمراكز الشرطة مع إعطاء مواصفات دقيقة عن المسروقات (أشكالها، ماركاتها، لونها وحجمها) ولكننا إلى الآن لم نسمع عن أي شخص اتصلت به الشرطة لكي يحضر إلى مركزها ويتسلم أغراضه المسروقة... وهنا يطرح السؤال نفسه: هل الشرطة تقبض على اللصوص وتسجنهم ثم تصادر المسروقات وتعتبرها أموال نفع عام؟ أم أن الشرطة مع كل عددها الضخم وعدتها حتى الآن لم تستطع الإمساك بأي من الحرامية واللصوص في بلد صغير جداً ويحيط به الماء من جميع الجهات؟... لكن ماذا نقول عن بلد يسرق فيه باص سياحي كبير جداً في منتصف الليل والناس نيام ويساق هذا الباص عبر المنفذ الوحيد المؤدي إلى خارج مملكة البحرين وهو جسر الملك فهد، ويتم العبور به إلى الخارج بكل هدوء وطمأنينة وثقة بالنفس، ومن دون أوراق ثبوتية، ومن دون ترخيص من المالك، ومن دون حتى معرفة الأشخاص الذين سرقوا الباص ويسوقونه بكل برودة أعصاب... ماذا نقول عن هذا غير... سرى الساري سرى
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1136 - السبت 15 أكتوبر 2005م الموافق 12 رمضان 1426هـ