يحتفي موضوع يوم الغذاء العالمي (16 أكتوبر/ تشرين الأول) لهذه السنة (الزراعة والحوار بين الثقافات) بالانتصارات التي حققتها الحضارة الإنسانية في ميدان الزراعة منذ أن تعلم أجدادنا قبل عشرة آلاف سنة كيف يزرعون المحاصيل ويروضون الحيوانات. وقد أثبت لنا التاريخ منذئذ كيف يدفع الإنتاج الزراعي بعجلة النمو الاقتصادي. فقد ساعدت الزراعة التي تشكلت نتيجة مساهمات قدمتها جميع الثقافات في نمو وتطور المجتمعات من مرحلة القرية إلى مرحلة البلدة الصغيرة، ثم المدينة الكبيرة في النهاية.

ومع ذلك، وعلى رغم وجود غذاء يكفي لإطعام كل إنسان ذكر أو أنثى أو طفل على ظهر الأرض، لايزال أكثر من 850 مليون شخص يعانون في الوقت الحاضر من الجوع المزمن ومن نقص التغذية.

ومن الواضح أننا نحتاج إلى مضاعفة جهودنا إذا أردنا تحقيق الهدف الأول من الأهداف الإنمائية للألفية بحلول السنة 2015 المستهدفة، وهو خفض نسبة السكان الذين يعانون من الجوع والفقر المدقع بمعدل النصف.

إننا نحتاج إلى تعبئة الإرادة السياسية والمشاركة من جانب الجمهور على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، كما نحتاج إلى تبادل الخبرات وتوحيد الالتزام بين الثقافات والمجتمعات والبلدان والقارات. وإنني أحث الأفراد والحكومات والمنظمات الدولية في هذا اليوم (يوم الغذاء العالمي)، وبمناسبة الذكرى السنوية الستين لإنشاء منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، على بناء التحالفات وإقامة الشراكات لإيجاد عالم خالٍ من الجوع.

*كلمة الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة يوم الغذاء العالمي