اسكت دعنا نركز على المداخلات يا سعادة الوزير! كلمة قالها النائب الأول عبدالهادي مرهون لوزير شئون مجلسي الشورى والنواب عبدالعزيز الفاضل عندما كان مرهون يرأس الجلسة النيابية الأخيرة، وكان حينها الفاضل يتبادل الأحاديث الجانبية مع زملائه الوزراء الموجودين في القاعة. أثار مرهون موجة عارمة من الضحك في المجلس عندما فاجأ الوزير بكلمة "اسكت" وكأن قول "نائب" إلى وزير "اسكت" أمر غريب مستغرب يحتاج أن يتوقف عنده المراقب ليضحك، تعجبنا من الموقف الذي قام فيه مرهون بدور "المراقب" وقام فيه الوزير بدور "المشاغب" ! لم يعتد النواب الذين ضحكوا كثيرا على "إحراج الوزراء" واكتفوا بالتعود على "إحراج الوزراء لهم" لذلك ضحكوا حتى سكروا من الضحك الذي لم يكن ضحكا على "الوزير" بقدر ما كان على قدرهم الذي جعلهم "مراقبين اسما" و"مراقبين فعلا"! "اسكت" لا يتورع عن استخدامها حتى "مراقب الفصل الدراسي"، ومراقبو السلطة التنفيذية في برلماننا يستكثرون على أنفسهم استخدام هذه الكلمة حتى اعتبروها "نكتة" تستحق قهقهة عالية تضج بها قاعة البرلمان، ولست أعرف عن أي طريق يمكن للنواب أن يسقطوا وزيرا، إذا احتاجوا لذلك وهم يعتبرون كلمة "اسكت" كبيرة في حق وزيرهم عليه "مسلطون". يبدو أن إسقاط الوزراء وحجب الثقة عنهم أمر ليس في قاموس النواب الذين ارتفعت أصواتهم بالضحك على كلمة "اسكت" ويبدو أن "السادة النواب" راضون بـ "سيادة الوزراء عليهم" خلافا للدستور، وخلافا للائحة الداخلية، وخلافا للأعراف البرلمانية من المحيط إلى المحيط. كان موقف مرهون رسالة لا أعلم عما إذا كانت عن قصد أم لا، إلا أنها رسالة أساء النواب فهمها، ولست أجد على خلفية تلك الرسالة إلا أن أبعث إلى السادة الوزراء أحر التهاني والتبريكات على "سلطة رقابية" تستكثر على نفسها كلمة "اسكت" في وجه وزير منهم، فاسرحوا وامرحوا أيها الوزراء إنهم هاهنا ضاحكون
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1136 - السبت 15 أكتوبر 2005م الموافق 12 رمضان 1426هـ