العدد 1136 - السبت 15 أكتوبر 2005م الموافق 12 رمضان 1426هـ

الأميركان العرب

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

تصنف الإدارة الأميركية "الأميركان العرب" تحت قائمة "أوروبا الشرقية" إضافة إلى أنها تصنفهم من ضمن الأقليات بل ولا تعترف بهم لا من القارة الآسيوية ولا حتى من القارة الإفريقية على رغم أن جغرافية الدول العربية وموقعها يتمركز في هاتين القارتين لا في القارة الأوروبية. هذه المعلومة أثارتها صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الواسعة الانتشار في غرب الولايات المتحدة الأميركية التي توفر أيضا برنامجا فريدا ومميزا من نوعه على مستوى المؤسسات الصحافية الكبيرة في الولايات المتحدة المعروف بـ "برنامج الأقليات للتدريب التحريري" الذي يستقطب جميع أبناء الأقليات بحسب مفهوم البرنامج على رغم أن الأقليات اليوم أصبحت غالبية بواقع المجتمع الأميركي سواء حبذته المجتمعات "البيضاء" الأميركية أم لا! وهي المجتمعات المسيطرة أو المهيمنة على الحكومة والصحافة بالتعاون مع اللوبيات الأخرى مثل اليهودية وغيرها. فالبرنامج يؤهل الأميركي "الهسبانك" من ذوي الأصول اللاتينية والأميركي من ذوي الأصول الإفريقية وحاليا الأميركي من ذوي الأصول الآسيوية لإدراجه في مهنة الصحافة التي مازالت تسيطر عليها الغالبية البيضاء واليهودية تحديدا، وهو أمر متعارف عليه في غالبية المؤسسات الصحافية الرئيسية والمهمة في الولايات المتحدة، أي من خلاله تعطى الفرصة لباقي أفراد الإثنيات الأخرى بالانخراط في هذا المجال الواسع للمنافسة. لقد أثار هذه المعلومات مدير البرنامج ايفرن هيرينانيز خلال زيارتي لمباني صحيفته في "لوس أنجليس"، مؤكدا أن هذا البرنامج لا يأخذ بـ "الأميركان العرب" لأنه لا يوجد تصنيف لهم بصورة رسمية من قبل الإدارة الأميركية، ذاكرا التصنيف الذي ذكرته بداية المقال من قبل قوائم الإدارة الرسمية بشأن العرق والأصل العربي. وعندما ذكرت له أن هذا التصنيف متداول بصورة واسعة من قبل وسائل الإعلام الأخرى بما فيها العربية، وأيضا وجود نسبة ليست قليلة من صحافيين وإعلاميين من العرب الأميركان مثل جيمس زغبي وغيره، أوضح هيرينانيز أن الأميركي ذا الأصل العربي إن أراد أن يدخل في هذا البرنامج فلن يصنف على أنه من الأقليات بل أوروبي شرقي وهو ما لا يعتمدهم هذا البرنامج مبديا استغرابه لمصطلح "الأميركان العرب" الذي هو غير معترف به حتى داخل المجتمع الأميركي على حد قوله. مديرالبرنامج كان يتحدث عن ذلك على رغم أنه من فئة الهسبانك ذوي الأصول اللاتينية التي من المعروف أن وجودها مازال غير مؤثر على مستوى السلطة على رغم تزايد أعداد المهاجرين منهم في السنوات العشرين الأخيرة بسبب تفاقم الأوضاع السياسية والاقتصادية في بلدان أميركا الوسطى والجنوبية، ما يدفعهم إلى البحث عن فرص عمل ومعيشة أفضل في الولايات المتحدة. وهنا نتساءل: هل إدارة بوش التي تسعى إلى تحسين صورتها في المنطقة العربية حاليا ضمن برامج ومشروعات سياسية واقتصادية كثيرة تنوي تغيير هذا التصنيف غير الصحيح عن الأميركان ذوي الأصول العربية، وخصوصا أن انعدام المعرفة التامة بجغرافية الدول العربية وموقعها في العالم هو معلومة جديدة تضاف إلى رصيد قائمة جهل النخب، بمن فيهم العموم من الشعب الأميركي للإنسان العربي؟! ومن يدري، قد تصنفهم الإدارة مستقبلا بمسمى آخر أو تعريف يطمس أصولهم وعرقهم غير المحبذ عند جماعة ليست بصغيرة من الأميركان

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1136 - السبت 15 أكتوبر 2005م الموافق 12 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً