عقب العاصفة التي ألمت بالمجتمع الألماني جراء الانتخابات التي لم ترجح النتيجة كفة أحد الحزبين الرئيسيين وهما التحالف المسيحي الديمقراطي بزعامة انجيلا ميركل والاتحاد الاشتراكي الديمقراطي بقيادة غيرهارد شرودر، يخرج الرأي العام أمام مفاجأة تاريخية تنقذه من كارثة الجمود الاقتصادي التي صاحبت المحادثات الثنائية التي استمرت أسبوعين بين طرفي النزاع بغية الوصول إلى تسوية ترضي كلا الطرفين حتى تبلورت أخيرا. .. هدنة بين الأطراف تسمح بتشكيل حكومة ائتلافية هي الأولى التي تكون تحت زعامة امرأة ممثلة بميركل. هدنة الاتفاق رافقتها حالة شد وجذب حتى خرج الجانبان كل واحد يحمل في جعبته شروطه يطرحها على الطرف الآخر مقابل تخلي شرودر عن منصب المستشار لصالح ميركل في حين يحصل حزب المستشار المنتهية ولايته على ثماني حقائب وزارية حساسة هي الخارجية والعدل والعمل وغيرها. عاصفة الانتخابات لم تمنع شرودر من أن يجدد هجومه وانتقاده على الرئيس الأميركي جورج بوش - الند السابق إبان فترة حرب العراق - وقال إن إعصار كاترينا الذي ضرب الولايات الأميركية الجنوبية هو دليل على ما يحدث عندما تهمل الدولة واجباتها، لكن ذلك لم يمنعه من أن يختتم مسيرته الدبلوماسية بحلوله ضيفا وفيا على الشعب التركي حينما دعاه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لحضور مأدبة إفطار خلال شهر رمضان الكريم. تاريخ شرودر مع بوش على غرار بوتين في روسيا وشيراك في فرنسا حافل بالنزاعات، إذ بلور الثلاثي تكتلا ضد مطامح الدول المؤيدة آنذاك لغزو العراق بزعامة أميركا وبريطانيا وإسبانيا. إذا ما هي أجندة الحكومة الألمانية المقبلة تجاه قضايا الشرق الأوسط كالعراق وملف إيران النووي وعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي؟ وكيف ستتعاطى ميركل مع تلك القضايا هل على غرار سلفها شرودر الند القوي والخصم الشرس ضد بوش أم بالمصالحة والمغازلة مع أميركا؟... وهل ستتمكن من تيسير بلادها وتحريك دفة القيادة إلى الجهة المرجوة منها؟ وكيف ستتعاطى "ثاتشر ألمانيا" مع صلب القضايا الداخلية كالبطالة والضرائب؟، فلننتظر ونترقب
العدد 1135 - الجمعة 14 أكتوبر 2005م الموافق 11 رمضان 1426هـ