صباح اليوم "السبت" يتوجه العراقيون الى صناديق الاقتراع للإدلاء باصواتهم على أول مسودة دستور "غير مؤقت" منذ عقود طويلة في استفتاء شعبي يتوقع ان يشارك فيه نحو 15 مليونا. ويرجح ان صوت الـ "النعم" سيكون مدويا في أرجاء العراق من حيث ان المشاركة في هذا الاستفتاء باتت التزاما وطنيا وأخلاقيا. أما الذين اختاروا الوقوف على التل يحلمون بعودة "الماضي التليد" فسيخسرون آخر فرصة ممكن ان تتاح لهم لكسر الطوق الذي فرضوه على أنفسهم قبل ان يفرضه الآخرون عليهم، وستدفع أجيالهم المقبلة ثمنا باهضا لموقفهم غير المبرر هذا، وخصوصا ان التعديلات التي أدخلت على المسودة حققت كثيرا مما كانوا يطالبون به، لكن تأكد ان رفضهم للدستور كان لمجرد الرفض ليس الا، اذ لم يحتملوا فكرة ان يكونوا جزءا من "كل"، بل ان البعض راح يبحث و"ينبش" بأبرة في فقرات الدستور عن سهو هنا أو "تأويل" هناك ليدفع عنه الشبهات. ايها الاخوة الذين اشتكيتم من التغييب طيلة الحقبة السياسية الماضية، لا تدعوا احدا يلدغكم من الجحر نفسه مرة أخرى، اغتنموا هذا اليوم، واكظموا "غيظكم" فأمامكم فرصة لا تعوض لتكونوا جزءا من هذا الشعب، مازالت أمامكم فرصة متاحة، فلغة الدم لم تعد تجد نفعا وقد جاءت بالويلات على البلاد والعباد، وان الدستور والبرلمان ودولة المؤسسات يمكن ان تحقق للجميع ما يريد