الإسلام أعطى المرأة حقوقها والتراث مليء بالروايات التي تنصف المرأة، لكنه أيضا مليء بالروايات الملفقة التي تضطهد المرأة. عندما اقرأ التراث بأدوات تفكيكية تعتمد أسلوب الحفر والقراءة النقدية العقلية اصطدم بالمقدار الهائل من الروايات المتكدسة ضد المرأة والتي عملت على تشكيل وعي شعبوي يضطهد المرأة ولو في اللاشعور. هناك أيد لعبت في التاريخ وفتحت دكاكين تجارية توزع صكوكا ذكورية تبيح اضطهاد المرأة... روايات ملفقة مسيسة تريد تشويه الإسلام وصورة الرسول "ص" وللأسف بعض المسلمين وان لم يجهروا بها إلا أنها تعيش في دورتهم الدموية مع الكرات الحمراء. المسلمون بحاجة إلى قراءة جزء من التاريخ قراءة نقدية. دعونا نقرأ بعض الروايات الملفقة أو المرسلة أو... إلخ. عن الرسول "ص" "قمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء"، وعنه "ص": "اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء"، وعنه "ص": "إذا كانت أموركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها" يقول عنها شمس الدين في كتابه "أهلية المرأة لتولي السلطة" الرواية ضعيفة السند في سنن الترمذى مرسلة في تحف العقول. وقال "ص": "إياك ومشورة النساء فإن رأيهن إلى أفن "إلى نقص" وعزمهن إلى وهن" وفي أخرى "إياكم ومشاورة النساء فإن فيهن الضعف والوهن والعجز". وفي رواية أخرى "انهن ضعاف القوى والانفس والعقول" "معاشر الناس: ان النساء نواقص الإيمان، نواقص الحظوظ، نواقص العقول، فاتقوا شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر، ولا تطيعوهن في المعروف حتى لا يطمعن في المنكر". "كل امرئ تدبره امرأة، فهو ملعون" "في خلاف النساء البركة" "طاعة المرأة ندامة" هذه الروايات منها المرسلة ومنها الضعيفة ومنها المختلقة كما يصنفها الفقهاء أنفسهم، ولكن السؤال: الا يوجد في مجتمعنا من يأخذ هذه الروايات ويطبقها، بل ويرددها على الملأ وعلى عوام الناس؟ "ايها الناس لا تطيعوا للنساء أمرا، ولا تأمنوهن على مال، ولا تدعوهن بدون أمر، فإن تركن وما يردن افسدن الملك وعصين المالك، وجدناهن لا دين لهن في خلواتهن، ولا روع لهن عند شهواتهن، اللذة بهن يسيرة والحيرة بهن كثيرة. فأما صوالحهن ففاجرات، وأما طوالحهن فعاهرات، واما المعصومات فهن المعدومات. فيهن ثلاث خصال من اليهود، يتظلمن وهن ظالمات، ويحلفن وهن كاذبات، ويتمنعن وهن راغبات". للعلم هناك آلاف الروايات الملفقة والإسرائيلية التي علقت بالتراث. بعض المسلمين تلقف هذه الخطب والروايات فراح أحدهم ينظر في كتاب له قائلا: "للمرأة عشر عورات، فإذا تزوجت ستر الزوج عورة واحدة، فإذا ماتت ستر القبر العورات العشر". ما طرحته اليوم من روايات مرسلة أو ملفقة لا يتجاوز الواحد في المئة من حجم الاقاويل المكدسة في تراثنا والتي يستعرض بها بعض انصاف المثقفين في مجتمعنا. هل تعرفون لماذا غالبية العرب والمسلمين يحملون رؤية نمطية تحقيرية استحمارية للمرأة... كم من زوجة يضربها زوجها تشهيا؟ كم من امرأة مسلوبة الحقوق لا القانون ينصفها ولا المجتمع معها، فجأة وإذا بها ترى نفسها ملقاة على قارعة الطريق بلا مسكن، بلا مأوى، بلا طعام هي وأبناؤها هذا عدا عن اضطهادها كزوجة وأم. السؤال كيف نقوم بتغيير هذه الثقافة المتخلفة والقروسطية المظلمة؟ بالرجوع إلى القراءة الصحيحة للإسلام فالآيات القرآنية تقول: "ولقد كرمنا بني آدم" "الاسراء: 70". المرأة آية من آيات الله "ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها" "الروم: 21" قال من أنفسكم ولم يقل لأنفسكم وفي الحديث "انما النساء شقائق الرجال"
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1135 - الجمعة 14 أكتوبر 2005م الموافق 11 رمضان 1426هـ