العدد 1134 - الخميس 13 أكتوبر 2005م الموافق 10 رمضان 1426هـ

"رجل سورية القوي" أسقطته "كرتونة"!

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

شكل إعلان دمشق "المقتضب" وفاة وزير الداخلية السوري غازي كنعان في "حادث انتحار"، صدمة كبيرة ومفاجئة للرأي العام السوري - اللبناني، فكنعان لم يكن وزيرا عاديا، بل كان "رجل سورية القوي" الذي اجتمعت بين يديه كل الملفات المهمة التي لها علاقة مباشرة بلبنان وفلسطين والسياسيات الأميركية والإسرائيلية والإيرانية والمصرية، بمعنى آخر هو أهم "ضابط أمن" عند العرب. كنعان في ذمة الله "خبر مؤكد"، إلا أن صمت وسائل الإعلام السورية حيال ما جرى - على جاري عادتها - غريب، خصوصا في مثل هذه الظروف، إذ إن صمتها يثير أسئلة لا تحصى أهمها "هل انتحر أم نحر؟!". لا أحد يعرف بالضبط، لكن لو استعرضنا اللحظات الأخيرة من حياته، فربما نجد الجواب! فقبل ساعات من "الحادث" تحدث كنعان لإذاعة "صوت لبنان" ونفى فيها تقريرا أوردته قناة "نيو تي في"، جاء فيه أن الوزير -أرفع المسئولين السوريين المشتبهين في اغتيال الحريري - وصل إلى لجنة التحقيق الدولية حاملا "كرتونة" تتضمن شيكات توضح الفساد والرشى السورية واللبنانية بـ "تمويل من الحريري"... الاعتراف سواء بالنفي أو التأكيد لا يعني أن من شارك في "حكم لبنان" خلال "الحقبة السورية" من اللبنانيين والسوريين وقضى "اغتيالا" أو "انتحر" أو حتى "نحر"، كان ملاكا! وعلى كل، اللافت في "حادث الانتحار" أنه جاء بعد أسبوعين من استجوابه من قبل "لجنة الحريري" وقبل أيام معدودة فقط من التقرير الذي سيرفعه قاضي التحقيق ديتليف ميليس إلى الأمم المتحدة. غريب هو "الحادث"، إذ إنه يصعب على المرء الفصل فيه بين الانتحار والنحر، بل من الصعب إلى حدود الاستحالة الفصل بين الاثنين، وخصوصا أن "الحادث" يأتي في وقت تحاول فيه سورية تفادي "عاصفة الضغوط" التي بدأت تضربها من جميع الجهات. كما أن "الحادث" يجعلنا نزداد حيرة وتساؤلا، فهل كان كنعان "كبش فداء للنظام السوري" - إذ إن النائب اللبناني المعارض ميشال عون قال في تعليق على الحادث "إن كنعان خدم سورية حتى الانتحار" - أم سقطت عليه "كرتونة الحريري" فكان هو نفسه "القاتل والمقتول"؟

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1134 - الخميس 13 أكتوبر 2005م الموافق 10 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً