العدد 1134 - الخميس 13 أكتوبر 2005م الموافق 10 رمضان 1426هـ

المرأة نصف المجتمع

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هذا هو الشعار الثاني الذي بات منتشرا في الشوارع الرئيسية في البحرين. الشوارع المهمة طبعا، وبكثافة شديدة. شعرت لأول وهلة بأنه إعلان عن ندوة أو اجتماع لمناقشة هذا الموضوع، ولكن لا، فهو إعلان فقط!؟ للدعاية لشيء لا وجود له! كيف ذلك؟ هل يكفي هذا الشعار لتتحول المرأة بين يوم وليلة، من لا شيء في المجتمع إلى شيء آخر نصفه؟ كنت أتمنى ذلك حقا، ولكن! هي لاتزال تعتبر "ناقصة عقل ودين". هي جسد ثائر. هذه المرأة العظيمة تنجب الأطفال وتربي الأجيال وتنقصها الحماية لتكون نصف المجتمع. هي قد تكون زوجة ثانية وثالثة ورابعة من دون رضاها! هي تمتع الزوج، تدير شئون بيته من الأكل والطبخ والمساهمة في مصاريف البيت، ولكن تنقصها الحماية! هي قد تطلق وتعيش مع الأطفال من دون نفقة. أو لا تطلق وأيضا قد لا تكون هناك نفقة أو حماية! قد تحرم من أطفالها وتبقى وحيدة وفقيرة. هي قد ترمى في مزبلة التاريخ من دون حماية. هذه هي المرأة المسكينة التي يقال عنها نصف المجتمع. هل ننام ونغفو ثم نصحو لنرى أنها باتت نصف المجتمع؟ إن هذه الشعارات واللافتات الأنيقة الملونة مع الأسف الشديد، لا تعني ما تقول! إن هذه المرأة لا تقبل شهادتها كما تقبل شهادة الرجل... ولا يهم أيهما أكثر تعلما وثقافة من الآخر، فالرجل الواحد = امرأتين بغض النظر عن مستوى التعليم حتى لو كان هو غير متعلم وهي لديها دكتوراه! فهذا ليس مهما، المهم هو أن الجنس الذكوري هو المسيطر، وقد عدلت كل القوانين لصالحه! أين هو قانون الأحوال الشخصية لإنصاف المرأة؟ إنه مازال مغيبا منذ أكثر من عشرين عاما. حاولت مجموعة من أفراد المجتمع مشكورين تفعيله، ولكنه بقي في الأدراج! كيف سننصف المرأة؟ لقد أخذت المرأة حقوقها في كثير من البلدان العربية مثل المغرب العربي... ومازالت هنا مغيبة. هل الرجل عندنا أكثر أنانية وغير مستعد للتنازل أو للمشاركة في إعطائها حقوقها؟! مازالت هي تطلب في بيت الطاعة، ومازالت قوائم الطلاق معلقة، ومازالت تضرب وتترك وتهمل دون حقوق. مازال جسدها معطلا ومستغلا للمقايضة بين الأب والزوج من دون إرادة منها. فلو أن استصدار مثل هذه الشعارات حقيقة، فلماذا لم يكتب أيضا أن الرجل نصف المجتمع؟ لأن ذلك أمر مسلم به، ومعروف أنه كل المجتمع وليس نصفه. إنه بهذه الصورة هو عبارة عن ذر الرماد في العيون! فما الغرض إذن من كتابتها؟ هل تريد القول إننا سنسعى لذلك؟ شيء جميل إذن... على افتراض أنها تنوي التنفيذ، ما هي الفترة الزمنية التي ستستغرقها لتصبح كذلك؟ كم مدة بقاء الشعارات هذه؟! شهر؟ سنة؟ أم هي ستساهم في التنفيذ... النظري فقط؟! إن دراسة مثل هذه الشعارات قبل وضعها، مع وقفه ميدانية لرؤية مدى تأثيرها على المجتمع، قد يفيد ويؤيد القضية، حتى لو كانت لا تعني ما تقوله! لأن المرأة مازالت ضائعة من دون حقوق، ومع واجبات تفوق الجبال... وهن دون أية حماية. ومازال الرجل سيد الكلمة... في معظم المواقف الحياتية. أرجوكم ساعدونا لنحميها حقيقة بتطبيق القوانين المغيبة. فما يصدر من القلب يصل إلى القلب. * كاتبة بحرينية

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1134 - الخميس 13 أكتوبر 2005م الموافق 10 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً