العدد 1133 - الأربعاء 12 أكتوبر 2005م الموافق 09 رمضان 1426هـ

إهانة جديدة بحق القرآن الكريم... على شكل كعكة شهر رمضان!

تعقيباً على ما نشر في صحيفة «الوسط» في عددها رقم الصادر يوم الاثنين أكتوبر/ تشرين الأول الموافق رمضان هـ، في صفحة «ليوان»... فوجئت عند تصفحي اليومي لصحيفتي المفضلة وكادت أن تسقط من يدي ولم أعد قادراً على حملها وأصابني ضيق شديد في صدري وقفزت إلى ذهني صورة مدى خطورة تشويه القرآن الكريم... كما لدي عتاب شديد على إدارة الصحيفة الموقرة لأنها سمحت بنشر تلك الصورة المقززة بالحجم الكبير وكأن الأمر في غاية البساطة... إذ كتب عليها تعليق يقول: «صورة لطاهيين إندونيسيين يضعان اللمسات الأخيرة لثلاث كعكات على شكل مصاحف في أحد الفنادق في جاكرتا... وتم صنع الكعكات بواسطة كيلوغرام من الشوكولاتة»، لعرضها على الجمهور في فندق «غراند ميلا» خلال شهر رمضان المبارك ومن ثم الاحتفال بإنجازهم المتميز بتقطيعها وتوزيعها وكأن - أستغفر الله - القرآن الكريم لعبة أو تمثال أو نصب تذكاري عندهم! علماً بأنه كان من الأجدر والأفضل للصحيفة نشرها هذا الخبر باستنكار شديد اللهجة موجه إلى تلك المجموعات التي تسيء إلى الإسلام في إندونيسيا!

ألا يكفي أن هناك عدة مجموعات مناهضة للإسلام تحاول تشويه وتزييف وتحريف الآيات الكريمة بصناعة قرآن جديد بأنفسهم ونشره بطريقتهم... وهذا خطير جداً على بعض المسلمين، فقد يصدقون الآيات التي تم تحريفها بإتقان والباطلة لدين الله... واعلموا أيها المسلمون أن الله تعهد بحفظ كتابه الكريم، وأن هناك عدة مواقع إلكترونية تهاجم الإسلام، سواءً بطريق مباشر أو غير مباشر، يتعدى عددها عشرة آلاف موقع على شبكة الإنترنت، وأن الموازنة المرصودة لمهاجمة الإسلام في جميع وسائل الإعلام، ومنها الإنترنت تتعدى المليار دولار سنوياً... في حين أن عدد المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت لا يتعدى مئتي موقع، كما أن الجهود المبذولة للدفاع عن الإسلام إعلامياً (قليلة جداً وفردية)، ولا تتعدى موازنتها مليون دولار على مستوى العالم الإسلامي، مقابل المليارات التي ينفقها آخرون لتشويه صورة الإسلام.

هذا بالإضافة إلى وجود بعض المنظمات الصهيونية كانت أول من فطن إلى أهمية استغلال شبكة الإنترنت في نشر أفكارها ضد الإسلام والمسلمين لسب وقذف الإسلام والرسول الكريم (ص)، ووجود مواقع متخصصة في تشويه صورة الصحابة والسنة النبوية، علماً بأن هناك عدة مواقع تخصصت في تأليف بعض السور، تحاول أن تحاكي في كلماتها ولغتها آيات القرآن الكريم، ولكنها مليئة بالركاكة والعبث البشري والمفاهيم الخاطئة.

كما أن هناك مواقع إلكترونية فنية (قذرة) تأتي بآيات قرآنية مكتوبة بخطوط عربية معروفة على شكل خنزير أو كلب أو أي حيوان آخر... تلك المواقع العنصرية، التي تتهم دوماً المسلمين بالإرهاب، والإسلام بالدموية والعنصرية، وتلصق الاتهامات الباطلة بالمسلمين في كل مكان وزمان، كما هناك أيضاً (المواقع الإباحية) التي تعرض صوراً عارية لنساء فاسقات، ومعها آيات من القرآن الكريم، وبعضها تستخدم كرسوم منقوشة على ملابس الفنانات الغربيات وعارضات الأزياء المعروفات!

طبعاً تلك المواقع وسيلة فائقة أمكن توظيفها من قبل أعداء الإسلام في استكمال الحرب على المسلمين، وتشويه صورتهم لدى غير المسلمين في العالم، بقصد قطع طريق الحقيقة على من يريد أن يعرف شيئاً عن الإسلام.

فأين استنكار وإدانة الدول الإسلامية والعربية والمنظمات والجمعيات الإسلامية ورجال وعلماء الدين الأفاضل من هذه الإهانة والتدنيس الواضح لقرآننا المجيد؟! لماذا يتم السكوت على هذه الإساءة والتصرف السيء من دولة يقطنها بعض المسلمين؟!

مصطفى معتوق القصاب

العدد 1133 - الأربعاء 12 أكتوبر 2005م الموافق 09 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً