كانت جلسة استعراضية تلك التي حضرها نحو 30 عضوا من مجلس النواب صباح الثلثاء الماضي، وناقشت الاقتراح برغبة بصفة مستعجلة لمناقشة القرار الحكومي رفع الحظر عن دخول البضائع الإسرائيلية إلى أسواق البحرين، إذ تفنن النواب كل بما يمتلكه من ملكات الحديث وصف الحروف جنبا إلى جنب لدغدغة المشاعر واستعراض القدرات الشخصية أمام شاشات التلفاز وعلى مرأى من رجال الصحافة ليظهروا أنفسهم الشجعان الخائفين على قضية الشعب الفلسطيني. النواب استفادوا من الجلسة في تعزيز رصيدهم للانتخابات النيابية المقبلة في 2006 - التي أعلن الكثير من النواب صراحة عزمهم إعادة الترشح فيها - عبر الشعارات الرنانة التي أطلقوها في الجلسة لاستمالة قلوب الناس والرأي العام وضجت بها قاعة المجلس، فمنهم من أطلق في مداخلته شعارات "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل" حتى أن أحد النواب قال في مداخلته "هيهات منا الذلة"، ما حمل النواب والحضور في المجلس على الضحك، ومنهم من علق على ما يدور في الجلسة بأنها تحولت إلى مسيرة شعبية مناهضة لفك قرار مقاطعة البضائع الإسرائيلية. الكثير من النواب ممن تداخلوا في الجلسة أكدوا أن هدفهم من الحديث ومطالبتهم بعدم رفع الحظر على البضائع الإسرائيلية لتدخل إلى سوق البحرين يأتي تماشيا مع نبض الشارع البحريني الرافض لهذا القرار ومن منطلق خشيتهم من أن تكون لذلك انعكاسات على القضية الفلسطينية، غير أن النواب تناسوا أن هناك قضايا على درجة كبيرة من الأهمية لم تنل نصيبها من النقاش في المجلس وتمس هموم الشارع، وفي المقابل استغرق المجلس وقتا طويلا من جلسة الثلثاء الماضي في مناقشة هذا القرار والاستماع إلى مداخلات النواب التي لم تضف سوى تأكيد لنصرة الشعب الفلسطيني واستمرار على نهج المقاطعة ورفض لقرار رفع الحظر