العدد 1132 - الثلثاء 11 أكتوبر 2005م الموافق 08 رمضان 1426هـ

انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان... في رمضان؟!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

أحببت أن أغير برنامجي السيئ الذي تعودت عليه في الأعوام السالفة، وأقاطع ما لذ وطاب من أكلات وموائد شهر رمضان بقدر المستطاع، بالإضافة إلى جملة الحلويات التي تتفنن في صنعها أم فواز لتغريني بها وسط أرفف الثلاجة في المطبخ من جهة والحلويات الأخرى في المجالس والموائد من جهة أخرى! فإلى الآن الوضع مستتب وعلى ما يرام ولا تسجيل لكبوات أو نكسات أو انتهاكات في هذا البرنامج الصحي من وجهة نظري.

ومن جملة تغيير برنامجي الإصلاحي هذا العام أيضا أن ألتزم بالمشي لمدة ساعة أيا كان وقتها وزمانها ومكانها، وبما أنني من رواد الأندية الصحية (Five Star) قررت أن أغامر وأمشي على أحد الشوارع الجديدة التي تقل فيها نسبة تلوث عوادم السيارات وضجيجها طلبا في التغيير وكسر الروتين، وهنا تكمن المفاجأة... عندما رأيت جحافل الماشين من الناس درجة أنك لا تميز بين «الرايحين من الجايين»! من رجال ونساء آباء وأبناء، بنين وبنات الذين يتبعون النهج الإصلاحي الصحي نفسه الذي أتبعه... يمشون بهمة ونشاط وحيوية وحماس، ولكن ما أحسسته أو اكتشفته عن قرب وأنا أمشي على ذاك الرصيف المسكين فعلا هو حجم المعاناة التي يتكبدونها في المشي ليس بسبب كونهم دببة... بل من هول إجرامهم مما أكلوه على تلك السفرة الرمضانية (الكريمة) التي تشبه البوفيه في غالبية البيوت ومن كثر ما تحتويه من أصناف وأنواع وألوان يختلط فيها حابل المالح بنابل الحلو والرز بالثريد والكباب بالقيمات والساكو بالهريس مع طبقة الدهن الخالدي! وكل أنواع الأكل الذي يعتمد على الدهون بأنواعها والسكريات بأشكالها!

جميع تلك العادات الغذائية السيئة التي تعودنا عليها تعتبر انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان التي تتطلب بيانات شجب واستنكار شديدة اللهجة وتنظيم ورش عمل وبرامج توعوية من جميع مراكز وجمعيات حقوق الإنسان والمسئولين والمهتمين على مختلف المستويات المحلية والعربية والإقليمية حتى تتمكن من مجابهة هذه الانتهاكات والتصدي لها بقوة والتي يواجهها جزء كبير من أفراد المجتمع باختلاف أعمارهم وفئاتهم وهم بطبيعة الحال شريحة ضعاف النفوس عند الأكل؟! والله المستعان!

إضاءة

تتواصل تفاهات وهرطقات بعض البرامج التلفزيونية الرمضانية وتتعدى حدود الأدب وتخترق حرمة هذا الشهر الفضيل وترمي بالأعراف والعادات جانبا لتتغير في النهاية أهدافهم من رسم ابتسامة على شفاه الصائم إلى اشمئزاز يعم الوجه بكامله... هذا ما حدث مع البعض عندما كانوا يتابعون إحدى حلقات (صادوه)؟

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 1132 - الثلثاء 11 أكتوبر 2005م الموافق 08 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً