العدد 1132 - الثلثاء 11 أكتوبر 2005م الموافق 08 رمضان 1426هـ

يوم الاستفتاء

فاضل البدري comments [at] alwasatnews.com

بعيدا عن زاوية قبول العراقيين لمسودة الدستور الجديد من عدمه، اعتقد أن مجرد ذهاب الناخبين إلى صناديق الاقتراع يوم الخامس عشر من الشهر الجاري للادلاء بأصواتهم هو انتصار حقيقي بحد ذاته لهذا الشعب الصابر الذي "يصر" على أن يكون دائما في الطليعة ويقدم أنموذجا للجميع في كل شيء. التقارير الأولية لمفوضية الانتخابات في العراق أشارت إلى أن أكثر من خمسة عشر مليون عراقي سجلوا أسماءهم في لوائح المقترعين وتوقعت أن تتوجه الغالبية العظمى منهم إلى صناديق الاقتراع صبيحة يوم السبت المقبل ليقولوا كلمتهم الفصل في الدستور الذي كان موضع نقاش حقيقي في كل بيت عراقي، موقف يجب أن نقف فيه احتراما للشعب العراقي. وإلا، فمن الذي يجبر العراقيين على التوجه لمراكز الاقتراع على رغم كل التهديدات العلنية والسرية التي صدرت ومازالت تصدر من هذا الطرف أو ذاك؟ اي شعب هذا؟ شعب يعمل من أجل المستقبل والغد الموعود بالأمل والسلام على رغم كل جروحهم، وكل آلامهم، وكل انتكاساتهم، رغم غدر الغادرين... أي شعب يذهب لصناديق الاقتراع وسيارات الموت وأحزمة الدمار تقف عند منعطف الطريق؟ الموافقة على الدستور أو رفضه أصبحا مجرد تفاصيل ثانوية في عملية سياسية طويلة، خيوطها النهائية بيد شعب يرفض التنازل عن حقه، كما أن الموافقة على الدستور أو رفضه أصبحا في كلا الحالين مجرد جزء من هذه العملية وليسا نهاية العالم. المهم أيضا هو أن الجميع أدرك أن العملية السياسية في العراق هي عملية حقيقية وليست مزيفة، والدليل على ذلك أن لا أحد يعرف حتى هذه اللحظة: هل سيمر الدستور من تحت أيدي العراقيين أم لا؟ أمر يستحق الوقوف عنده طويلا ودرس يجب أن نعتبر منه، خصوصا إذا قورن بأية انتخابات أو استفتاءات جرت في هذا البلد أو ذاك، إذ نعرف مسبقا نتيجتها قبل عام على الأقل ونختلف فقط في النسبة، والامثلة كثيرة وليست بعيدة عنكم، فقط انظروا يمينا ويسارا

إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"

العدد 1132 - الثلثاء 11 أكتوبر 2005م الموافق 08 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً