في هذه الأيام... يدور الكثير من الكلام... عن إفلاس صناديق الأحلام... الذين يعتمد عليهم الفقراء والأيتام... ومن بعد أن كانوا سلام في سلام... أصبحوا فقط كلوا كلام في كلام... التصريحات التي أطلقتها (مثل الصرخة) وزارة العمل عن قرب إفلاس صندوق التقاعد أو التأمينات الاجتماعية (أو كليهما) بحسب تقرير الخبير الاكتواري، هذه التصريحات فيها الكثير من الأمور المخبأة (من تحت لي تحت) والتي تحتاج من الوزارة المعنية إلى الكثير من التوضيحات للمواطن العادي الذي ساهم فيهما بمبالغ هي من عرقه وتعبه... فالذي نفهمه أن جميع الموظفين في مملكة البحرين ساهموا في هذين الصندوقين بنصيب الأسد، فالموظفون الحكوميون كانوا يدفعون الاشتراكات إلى صندوق التقاعد، والموظفون في الشركات العامة والخاصة كانوا يدفعون الاشتراكات إلى التأمينات الاجتماعية... على أمل أن تتم السيطرة على أموالهم هذه من قبلهم أو من قبل من ينوب عنهم حتى يتم استثمارها بالشكل الصحيح وفي أوجه الاستثمارات غير المحرمة شرعاً (يعني حلال) وتعود عليهم بالنفع يوم لا يكون هناك صحة ولا قوة كافية للاستمرار في العمل (يعني التقاعد)... وإذا لا قدر الله وأخذ أمانته من أي موظف منهم (يعني مات) فإن راتب التقاعد على أقل تقدير سيستر زوجته ويربي أولاده حتى يكبروا ويتحملوا مسئولية أنفسهم... هذا الذي كنا نفهمه أو أفهمونا إياه... ولكن الذي لا نفهمه أننا جميعاً دفعنا الاشتراكات الشهرية من رواتب تعبنا وعرقنا فيها ثم جمعت هذه الأموال في هيئتين منفصلتين يسيطر عليهما من قبل وزارتين مختلفتين وكل وزارة استثمرت أموالنا بواسطة مجالس إدارات هي تعينهم وبواسطة موظفين هي توظفهم ومن دون الرجوع إلينا نحن أصحاب الشأن (والله وحده العالم أين تم الاستثمار وفي ماذا) ثم تأتي إلينا الآن هذه الهيئات وتقول لنا إمسامحة فلوسكم طارت... عاد هذي كلام؟
الذي يقول إن أموالنا في التقاعد أو في التأمينات الاجتماعية طارت، عليه أن يوضح لنا كيف طارت؟ وإلى أين ذهبت؟ ومن المسئول عن طيرانها حتى نحاسبه... والذي يقول إن صندوق التقاعد العسكري سيستمر لمدة خمس عشرة سنة أكثر من الصناديق الباقية عليه أن يوضح لماذا؟ هل هذا معناه أن الصندوق العسكري كان مسيطراً عليه من قبل العسكريين ولم يكن فيه تسريب للأموال مثل باقي الصناديق؟ والذي يقول للأرامل واليتامى والفقراء والمساكين عبر الصحف والمجلات فقط إن الهيئتين اللتين كنتم تعتمدون عليهما في معيشتكم قد أفلستا فموتوا من الجوع... عليه أن يذهب إلى هؤلاء في مساكنهم أو عششهم شخصياً ليرى حالتهم المعيشية المزرية قبل أن يصرح لهم في الصحف أن الأموال التي وضعها لهم رب العائلة قبل وفاته أو قبل عجزه قد صرفت على تأثيث المكاتب الفخمة في البنايات التي تناطح السحاب... وقد صرفت على الرواتب الخيالية والبونس لجميع الموظفين... عليه أن يذهب لهم ويرى حالتهم قبل أن يقول لهم... فلوسكم طارت.
المشكلة الرئيسية عندنا في البحرين أن كل موظف يأتي ليحل بدل موظف آخر يكرس غالبية وقته وجهده فقط لاستخراج أخطاء الذي كان قبله في الوظيفة حتى يثبت بأن الذي سبقه في الوظيفة نفسها لم يكن في نفس كفاءته، لأن نسبة الاشتراكات قديماً (في السبعينات) ونسبها المئوية قدرت بحسب دراسات مكثفة وعلى أساس أن تستثمر الأموال وتبقى وتتزايد إلى ما شاء الله، ولم تحسب نسب الاشتراكات فقط حتى تستمر الأموال لمدة ثلاثين عاماً ثم تختفي... والذي يقول للموظفين الحاليين بأن عليهم زيادة نسبة الاشتراكات لصناديق التقاعد والتأمينات الاجتماعية عليه أن يوضح لهم أسباب إفلاس الهيئتين... وهل الإفلاس بسبب الحسابات الخاطئة من قبل السابقين؟ أو بسبب هدر الأموال على الرواتب والمكاتب غير الطبيعية؟ وعليه أن يعطيهم الضمانات الموثوقة بأن أموالهم سوف لن تطير مثلما طارت أموالنا وذهبت مع الريح
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1131 - الإثنين 10 أكتوبر 2005م الموافق 07 رمضان 1426هـ