قبل يومين وفقت لزيارة "منزل" المواطن عبدالعزيز جاسم من منطقة البلاد القديم. .. دخلت المنزل وشعرت بالحزن والألم لأن يبقى مواطن بحريني يعيش كل هذا الفقر. لا أخفي عليكم ان البيت في أية لحظة معرض للسقوط وربما تحدث هناك كارثة انسانية لا سمح الله. شعرت بالتقصير لأننا نحن معاشر السياسيين والمثقفين ننظر لكل شيء في هذا العالم لكنا ننشغل عن آلام وأوجاع عدد كبير من الفقراء الذين يتكدسون في بعض زوايا الوطن متناسين ان البطون الجائعة ليست لها آذان. الغريب في الأمر انه على رغم فقر العائلة فان ابناءها مازالوا يكدحون ويجدون في طلب العلم. يعملون في تنظيف السيارات هنا وهناك ويدرسون نهارا وبعضهم يجمع علبا ليبيعها في اليوم الثاني كي يتقوى على هذه الحياة. عندما دخلت المنزل لم أصدق المشهد وللعلم دخلت بيوتا كثيرة لأناس يعانون الفقر والحرمان، لكن هذه العائلة قد تكون من أشد العائلات مأسوية، فأهل المنزل لعدم اهلية مرافق المنزل يلتجئون في حال حاجتهم الى دورة المياه اما الى مسجد القرية أو إلى بيت الجيران. تحدثت مع العائلة وكل عبارة تلقائية عفوية يطلقونها تختصر مساحة كبيرة من الحزن الدفين. العائلة كبيرة فلا يمكن احتواؤها في شقة فهي تحتاج الى بيت إسكاني. لقد طرحوا مناشدتهم أكثر من مرة وتم ايصال مأساتهم الى سمو رئيس الوزراء، وعلى اثر ذلك أمر سموه وزارة الاسكان بتوفير وحدة سكنية للعائلة وهي مكونة من عشرة أفراد وقامت وزارة الاسكان مشكورة بالعمل على تفعيل كل الاجراءات الإدارية لكن بقيت مسألة في غاية الأهمية وهي ان الأسرة بحاجة الى منزل وليس شقة، فالشقة لا يمكن ان تحتوي أو تحل قضية أسرة مكونة من عشرة أشخاص، عندما جلست مع هذه العائلة وخصوصا بعد اعلان قرار منحها الوحدة السكنية شعرت بمدى الفرحة التي تملكتهم لسماعهم هذا الخبر السار وقد قدموا شكرهم إلى الدولة على هذا الموقف. النقطة الأخرى المهمة في الموضوع هي السرعة في منحها هذا المنزل الإسكاني لأن البيت في أي وقت قد يسقط اضافة الى ذلك ان الأسرة تعاني من هم يومي، اذ لا يوجد لديها مرافق للمنزل فهي مضطرة الى الالتجاء الى المسجد يوميا أو بيوت الجيران لاستخدام مرافقهم. نأمل من الوزارة الاسراع في منحهم هذا المنزل في هذا الشهر الكريم. علما بأن العائلة مهددة بالخروج من المنزل بأمر قضائي خلال هذه الفترة، وذلك لأن مالك المنزل لا يرغب في تجديد الايجار