ففي كل عام تتحفنا محطات التلفزيون بالكثير من البرامج والمسلسلات المسماة «رمضانية» وهي بطبيعة الحال ظلم وإجحاف في حق هذا الشهر الفضيل، وهي في حقيقة الامر لا تمت إلى هذا الشهر الفضيل لا من قريب ولا من بعيد، وكل المشكلة في أن جميع المحطات تعتبر تكدّس الناس وقت الفطور ويصطحبهم في هذا التكدّس التلفزيون الذي يعتبرونه بدورهم موسماً لا يمكن تفويته، ولكن المشكلة أنك وفي كل عام ومع كثرة المحطات والقنوات الفضائية فإنه يصعب عليك البحث حتى عن برنامج أو مسلسل يرقى إلى المستوى الذي تضيع جزءاً من وقتك وتتابعه، وإن كان هناك ما يسوى متابعته فإنه يضيع وسط ركام هذه البرامج والمسلسلات «الرمضانية».
من هنا يتعين علينا البحث عن (أسوأ) برنامج فهو الخيار الاصلح من وجهة نظري، إذ أجد برنامج (قرقيعان) هو من يتربع على هذه القائمة هذا العام، على رغم الانتقادات اللاذعة التي حصل عليها داوود حسين في الاعوام الماضية إلا أنه مازال مصّراً على أن يكرر نفسه بل والاتجاه إلى الاسوأ! وهو الاتجاه الخطأ بالتأكيد فلا جديد ولا تجديد وهي نفسها السياسة التي يتبعها في سبيل إلى إضحاك الناس عن طريق (التمسخر) على خلق الله.
برنامج مثل قرقيعان هذا العام هو نقلة بالمقلوب لتاريخ داوود حسين، فحين تتابع إحدى حلقاته فإنك تتذكر برامج السبعينات في التعامل مع هذا الشهر، وإن كنت تستطيع تحمل الحلقة الى النهاية في العام الماضي على الأقل فإنه من الصعب جدا عليك أن تواصل الحلقة إلى أكثر من النصف هذا العام!
ولن نبخس حق برنامج (صادوه ) حقه في محاولة تسطيح فكر المشاهد الخليجي، فهذا البرنامج على رغم نجاحه الجميل في أول جزء إلا أنه يتبع سياسة قرقيعان نفسها في الاتجاه إلى الخلف والانتكاس غير المبرر.
إنهما نموذجان من زحام البرامج الرمضانية التي غثت بهم تلفزيوناتنا الخليجية هذا العام، ولكنني أقولها صراحة... أنا غير مجبور بمتابعتهم... فيكفيني من هذا كله أن أتابع «طاش ما طاش» الذي يسلك الطريق الصحيح في مسيرته على الأقل ويقدم لي واقعاً مريراً بأسلوب كاريكاتيري يصل إلى هدفه في توصيل الفكرة بطريقة تحترمني.
إضاءة
من فترة زمنية طويلة وأنا أتابع محطة البحرين للقرآن الكريم الاذاعية... فالقائمون عليها أخالهم نسوا أو تناسوا بأن هناك أئمة مثل الامام علي بن أبي طالب والحسن والحسين أو الامام زين العابدين والامام جعفر الصادق أو السيدة زينب عليهم السلام وغيرهم الكثير الذين تمتلئ كتب المصادر الدينية من أقوالهم الشريفة، أو أن أمثال هذه الاسماء تسبب لهم حرجاً أو هي تثير الفتنة الطائفية... لا أعلم أفيدونا أفادكم الله
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 1130 - الأحد 09 أكتوبر 2005م الموافق 06 رمضان 1426هـ