حادثة أشبه "بالنكتة على عقول أشخاص" هم ليسوا أطفالا في كنف آبائهم، بل صغارا في حضن أسيادهم، الحادثة تسرد قصة وقعت قبيل عامين في أروقة البيت الأبيض حينما اجتمع الرئيس الأميركي جورج بوش مع حاشيته وأنصاره مع رئيس أضعف دولة في الوجود - إن كانت في الأصل موجودة - محمود عباس ومساعده نبيل شعث. تفاصيل الحادثة بدأت حينما لملم بوش رفاقه وجلس بجوارهم ليحكي لهم كيف أوحى له الرب في منامه رؤية تدعوه - على وجه السرعة من دون مماطلة وتأخير - إلى تنفيذ كلام ربه بغزو العراق ليقول "إن الرب هو من أمره بغزو العراق وأفغانستان". وجاءه "الوحي" بعد تفشي أكذوبة أسلحة الدمار الشامل في العراق وتفشي ذريعة خطر وجود الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين على دول الجوار. تداعيات كشف تفاصيل الحادثة أثارت حفيظة من هم قابعين في البيت الأبيض، إذ سارع المتحدث باسمه سكوت مكليلان إلى نفي صحة الرواية. وقال "إن بوش لم يقل إن الرب هو الذي أمره باجتياح العراق وأفغانستان"، لكن شعث عاد وتمسك بالمقولة وقال نقلا عن لسان بوش "أتحرك أنا بموجب رسالة من الرب... قال لي الرب... جورج ضع حدا للتسلط في العراق... وهذا ما فعلته". الرواية إن صدقت، فإنها تعكس مفارقة تشير إلى أن بوش الابن اقتدى على غرار أسلافه في تطبيق ايديولوجيا حفنة الأشرار وتظهر مدى تمسكه بتعاليم ربه وبمنهجية "المحافظين الجدد". وهذا الأمر من خلق حال الفوضى والحروب العنصرية والوقائية ليسير بها مجرى الكرة الأرضية فبدأ من حرب الإرهاب حتى آخرها مزاعم نشر الحرية... كما تصور الحادثة - من جهة أخرى - الوضع المتدني الذي بلغته حال الأمة العربية أمام سيدها في تصديق كلامه وإطاعة أوامره... فنطبق حينها نظرية التابع والمتبوع من وجهة نظر بوش الدينية المتشددة
العدد 1130 - الأحد 09 أكتوبر 2005م الموافق 06 رمضان 1426هـ