بغض النظر عن علامات الاستفهام التي احاطت بنوايا وتوقيت المبادرة العربية بشأن العراق، التي يبدو انها جاءت لانقاذ الحلفاء المرتبكين والاشقاء الخائفين اكثر من محاولة انقاذ العراقيين المبتلين، الا ان المبادرة في النهاية يمكن ان تكون مخرجا معقولا لكل الاطراف المتورطة في هذه الازمة. ثم ان نجاح مبادرة الجامعة لتحقيق المصالحة الوطنية تستلزم بعض الشروط. اولا، يجب ان تعلن الجامعة ان المقاومة هي مواجهة قوات الاحتلال فقط، وباقي العمليات هي ارهاب ضد الشعب العراقي. ثانيا، عليها ان تجمع على طاولة المفاوضات كل الاطراف العراقية من دون استثناء بمن فيها مجموعات المقاومة الوطنية المسلحة. ثالثا، عليها ان تعلن ان نظام صدام حسين وحزب البعث ارتكبوا جرائم بحق الشعب العراقي وانهم المسئولون عن الازمة في العراق. رابعا، ألا تأتي بطبخة جاهزة اعدت في هذه العاصمة او تلك، وبصراحة اكثر، على الامين العام ألا يأتي بنوايا واهداف مذهبية او طائفية او قومية مسبقة، بل عليه الوقوف على بعد خطوة واحدة من الجميع. خامسا، من اللياقة ان تقدم الجامعة اعتذارا وتفسيرا مبررا لكل الشعب العراقي عن صمتها المزمن و"المريب" عن مآسي الشعب العراقي قبل سقوط النظام السابق وبعده اذا ما ارادت كسب ثقة العراقيين. سادسا، وهو الأهم، ان تضع الجامعة في اعتبارها ان مصلحة العراق اولا وثانيا وثالثا ثم مصالح الآخرين. وأخيرا فإن الجامعة العربية يمكن ان تؤدي الدور المرسوم لها بنجاح لو تعاملت بنزاهة وحيادية مع هذه الازمة الشائكة، وان تضرب "عصافير" عدة بحجر واحد، ليس اقلها اهمية ان تستعيد هذه المؤسسة بعضا من احترام العرب لها. الجامعة العربية، عمرو موسى... ان تصل متأخرا خيرا من ان لا تصل أبدا