هذا كلام في الصميم أرسله بكل محبة إلى الصميم... لقد كتبت كثيرا من قبل عن شوارع البحرين وتجاوزات سائقي السيارات على هذه الشوارع، وكنت أنصح الإدارة العامة للمرور والترخيص بشأن إتخاذ القرارات والعقوبات الرادعة بحق السائقين المستهترين بحياة البشر والمستخدمين لهذه الشوارع... وقد كتبت مرارا عن شارع الشيخ خليفة بالخصوص وعن التجاوزات والسرعات الغير طبيعية من قبل الكثير من السيارات المستخدمة لهذا الشارع ولكن (عمك أصمخ) وما شاهدته في ليلة الجمعة على هذا الشارع فاق كل التصورات لأن الإستهتار كان مع الأسف من قبل معظم رجال المرور الموجودين...

الذي حصل أنه في صباح يوم الجمعة وعند الساعة الواحدة تقريبا وعلى شارع الشيخ خليفة بن سلمان الذاهب من السيف وحتى مدينة حمد وبالقرب من المنعطف المتجه إلى قرية سار وقع حادث تصادم خطير بين ثلاث سيارات وحصل الضرر الكبير في السيارتين وإصابات في الركاب فحضرت سيارات المرور بكثرة للإشراف على الحادث... إلى هنا والموضوع طبيعي ويحصل كل يوم بواسطة السائقين المستهترين على هذا الشارع السريع... ولكن الغير طبيعي هو استهتار رجال شرطة المرور الموجودين الذين لم يبدوا أي اهتمام للسيطرة على مكان الحادث أو لتسهيل حركة انسياب السيارات في الشارع فتعطل المرور من عند الحادث وحتى مقهى الشراع... وتراكمت السيارات على بعضها حتى أن بعض السائقين الذين يحتاجون إلى قدر ليس قليل من الذوق والأدب ابتدأوا يستخدمون كتف الشارع (مسار الطوارئ) وتراصوا عليه حتى أغلقوه في وجه سيارات الإسعاف وسيارات الحريق التي كانت تريد الوصول إلى مكان الحادث لإنقاذ المصابين... وكل هذا يجري أمام أعين رجال وضباط المرور الموجودين في المكان بكثرة (كثرة بعضهم مع قلة بركتهم) من دون أن يحرك أيا منهم ساكنا... السيارات الكثيرة كانت تتوقف في الجهة المقابلة على المسار المؤدي إلى المنامة وينزل منها جميع الركاب لمشاهدة الحادث ورجال المرور (ماشاء الله عليهم) ولا كأنهم موجودين... فوضى في الشارع وعلى المسارين ناس تركض وناس تتجمع على الحادث وناس تنزل من السيارات وتتركها في وسط الطريق وأطفال بكثرة يلعبون ويمرحون في وسط الشارع السريع ويركضون بين رتل السيارات الطويل لإبلاغهم عمّا يجري أمامهم ومعظم رجال المرور الموجودين في موقع الحادث كانوا متفرغين فقط للسلام على من يعرفونه من سواق السيارات المتوقفة والضحك معهم (قوة حمود... شلونك يوسفوه... ها خلود شيتسوي إهنيه).

إذا كان رب الدار بالدف ضارباً فشيمة أهل الدار كلهم الرقص... وهذا ماكان يحصل بين الساعة الواحدة صباح يوم الجمعة وحتى الساعة الثالثة صباحا ولمدة ساعتين على شارع الشيخ خليفة... رجال المرور جميعا يعزفون على دفوف عدم المبالاة في تطبيق القانون وعدم معرفتهم بواجباتهم أصلا وعدم الانضباط والسائقين المستهترين بحياة البشر يسرحون ويمرحون ويرقصون بسياراتهم يمينا ويسارا ويقفلون طرق الإنقاذ والطوارئ من دون أي رادع ومن دون حتى كلمة من أي ضابط أو شرطي من الموجودين في مكان الحادث... والله استهتار ما بعده استهتار... يا سادة يا كرام... يا مسئولي الداخلية بالدرجة الأولى ويا مسئولي المرور بالدرجة الثانية... القول الصحيح أن من أمن العقاب أساء الأدب... وهذا القول ينطبق على بعض أفراد شرطة المرور قبل أن ينطبق على سائقي المركبات المستهترين بحياة البشر... فأما الضرب بيد من حديد وأما الانفلات الكلي الذي لا ينفع بعده الندم