العدد 1129 - السبت 08 أكتوبر 2005م الموافق 05 رمضان 1426هـ

الشاب المسلم ما بين الوردة والرصاصة والقبلة والقنبلة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

على مستوى العالم الإسلامي يجب أن نفكر في ايصال شبابنا القادم بالاجيال القادمة إلى بر الامان، علماء النفس يقولون: ان الجيل الواحد لا يتحمل أكثر من هزيمة وإلا يفقد احساسه بقيمة الحياة، إذا نحتاج إلى إحياء العقل وليس إلى "اغتيال العقل". كما جاء اسم كتاب المفكر السوري برهان غليون. هل نحتاج في كل منعطف تاريخي إلى جيل محرقة جديدة؟ هل نستفيد من دروس التاريخ فهل المحارق السياسية تزيدنا وعيا أم تزيدنا نرجسية وانتفاخا؟... الاخطاء التاريخية لتياراتنا الثورية الإسلامية والماركسية والقومية يعاد استنساخها مرة ثانية في مختبرات جديدة، فترة في مختبر إسلامي وفترة في مختبر ماركسي وهكذا. كلنا بحاجة إلى مختبرات فكرية ومجاهر علمية لدراسة وحدات الأفكار وإزالة التضخم. والنقد اصبح الفريضة الغائبة عن محراب الفكر العربي، لهذا نحن بحاجة إلى قراءة الحياة السياسية قراءة علمية بعيدا عن الاوهام والأمنيات والرومانسية. يقول الحديث الكريم في غرر الحكم، "العقل فضيلة الإنسان والعقل غريزة تزيد بالعلم والتجارب"، وحينما سئل الإمام الصادق "ع": ما العقل؟ قال: ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان. وجاء في بحار الانوار عن الصادق "ع" "كثرة النظر في الحكمة تلقح العقل". واعون الاشياء على تزكية العقل، التعليم. العرب للاسف الشديدة تزوجوا العاطفة واليابانيون لقحوا العقل في مناهجهم وجامعاتهم وكذلك في صناعاتهم. وعقل السلطة وعقل المعارضة وعقل المجتمع هو الذي يجلب التنمية لهذه الشعوب. عقل صدام حسين ضيع العراق وعقل الهندوسي المتطرف الغى حياة غاندي وعقل ابن ملجم جعله يختار ليلة القدر لقتل الإمام علي "ع". طبعا هذه ليست عقول بشر واستخدام العقل هنا مجازا وليس على نحو الحقيقة. وهنا ينبغي التركيز في عقل الشباب عبر مؤتمرات ودراسات وورش عمل أهمية استخدام العقل فلنضع بين ايديهم تجربة الشباب الياباني وليس تجربة الشباب العرب في أفغانستان. يقول هيكل: ارسل العرب إلى أفغانستان عشرين ألف شاب عربي وكيف كانت المحصلة؟ كم شاب مسلم قتل في حرب الخليج الأولى والثانية؟ ولنسأل الآن في ظل المناظر المؤلمة لضحايا المدنيين في العواصم العربية وفي العراق وغيرها "اليس من قتل من العرب بيد العرب أكثر بعشرات المرات ممن قتلهم اليهود من الفلسطينيين" كما يقول خالص جلبي في كتابه القيم الجميل "مالا نعلمه لابنائنا". وهذا الأمر يقودنا ونحن في شهر رمضان للتركيز على التنمية الإنسانية كما تطرح هذا المصطلح تقارير الأمم المتحدة. نحتاج إلى شباب نقودهم إلى الجامعات وليس إلى المحارق، إلى الإنتاجية وليس إلى الفتن الايديولوجية، إلى الابداع والفن وليس إلى التورم تجاه كل آخر. أصبح بعض شبابنا العربي والمسلم لا يفرق بين الوردة والرصاصة بين القبلة والقنبلة، بين البحر والزنزانة. وماذا حصلنا من كل المشروعات العربية الثورية التي جاءت بالانقلابات؟ فالابناء الثوريون الانقلابيون يحتلون مكان الاباء الجنرالات ونعيب على النظام العربي قمعة للحريات وعدم احترامه لقواعد اللعبة الديمقراطية وننسى أنفسنا اننا المؤمنين بالحرية والرأى الآخر لا نترك أسلوبا ولا اداة الا استخدمناها لإبادة واستئصال من يختلف معنا في مسألة بسيطة، إذا ما الفرق بيننا وبين صدام وستالين وهتلر وتشاوتشسكو وعيدي أمين آكل لحوم البشر. اذا اردت ان تختبر إنسانا اعطه سلطة، بعد ذلك ستكتشف حقيقة تلك التنظيرات. إن القانون الاجتماعي الذي سنه القرآن يقول: من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا. اين هي كتبنا ومناهجنا ودروسنا التي نلقنها ابناءنا من هذه الآية. هذه الاية تختصر نظرية السلام في القرآن. كيف سوق لإسلامنا ونعرض بضاعتنا بأجمل وجه. في البيت الواحد ألف حرب وحرب وفي الحزب احزاب واحزاب. لا بأس تلك سنة الحياة ولكن شريطة ان نتفهم فضيلة الاختلاف. "ويل لامة كثرت فيها الطوائف وقل فيها الدين"

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1129 - السبت 08 أكتوبر 2005م الموافق 05 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً