تستضيف البحرين في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل الاجتماع الثاني لـ "منتدى المستقبل"، الذي دعت إليه قمة مجموعة الثماني في "سي آيلاند" في يونيو/ حزيران 2004 بهدف خلق بيئة للتعاون من أجل الإصلاح بين الدول الصناعية الكبرى "بقيادة الولايات المتحدة الأميركية" من جهة وبلدان ما أسمته أميركا بـ "الشرق الأوسط الكبير". والمنتدى سيجمع وزراء الخارجية في البلدان المشاركة، ولكن أميركا وحلفاءها أدخلوا عناصر أخرى، إذ طلبوا التعرف على آراء المجتمع المدني في الشرق الأوسط، وكذلك آراء أصحاب الأعمال في الشرق الأوسط. ولكن ماذا عن آراء الصحافة المستقلة في منتدى المستقبل؟ وهل إن المجتمعين احتملوا بأن الصحافة ستكون مشاركة حتى لو لم تذكر؟ في العام الماضي اجتمع منتدى المستقبل في المغرب، وقبل الاجتماع أصدرت منظمة "مراسلون بلا حدود" بيانا قالت فيه إنه لا يجب أن يتعامل منتدى المستقبل مع حرية الصحافة وكأنها "الحق الحاضر الغائب"، وإنما كحق أساسي يجب أن يتصدر قائمة الإصلاحات في المنطقة. وقالت مراسلون بلا حدود: "إن حرية الصحافة لا تحترم في معظم دول المنطقة "..." إذ إنهم دائمو الاستهانة بحق الجماهير في المعرفة والاطلاع على الأخبار أو حتى إبداء الرأي... فهناك على الأقل 600 مليون مواطن غير مسموح لهم بالاطلاع على أخبار ومعلومات مستقلة، حرة وموثوق بها". المنظمة المدافعة عن حرية التعبير قالت العام الماضي إن معظم بلدان المنطقة، من المغرب وحتى باكستان، تنتهك وبشدة معايير وتوصيات الأمم المتحدة الخاصة بحرية الصحافة، إذ إن عقوبة السجن تنتظر كل من يحاول أن يهاجم أو يعترض على السياسات الداخلية، السلطات أو الشخصيات البارزة. وأوضحت المنظمة أن السلطات المعنية في كل دولة تستخدم، بدرجات متفاوتة، أساليب ضغط وقمع على الصحافيين، وسواء حاول الصحافيون فرض رقابة ذاتية أو تم إجبارهم على ذلك، تبقى الصحافة دائما تحت "رقابة مشددة جدا". وعليه، فإننا نجدد الدعوة للقائمين على منتدى المستقبل أن يكون هناك تمثيل وحضور لأصحاب الكلمة الحرة والمستقلة، كما طالبت بذلك منظمة "مراسلون بلا حدود"، وخصوصا أننا في البحرين ننعم بهامش من حرية التعبير النسبية، ولكنه هامش ليس له أية حماية قانونية فيما لو قررت الحكومة تنفيذ قانون الصحافة الذي أصدرته في .200
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1129 - السبت 08 أكتوبر 2005م الموافق 05 رمضان 1426هـ