تعود عبلة كامل في هذا الموسم الرمضاني لتعيد إلى الأذهان صورتها الأولى الجميلة التي عرفها بها محبوها منذ البدايات وقبل أن تنخرط في سلسلة من الأعمال التي أفقدت هذه الممثلة التي طالما عرفت بتلقائيتها كثيرا من معجبيها. المسلسل الذي يتكفل بإعادة هذه الصورة الجميلة هو "ريا وسكينة" الذي وان كان هناك بعض التحفظ عليه الا ان عبلة تعود فيه بأداء رائع شديد التلقائية. لا أعرف حقا ان كانت ريا وسكينة المقصودتان هما تلكما القاتلتان المشهورتان اللتان ذاع صيتهما في نهايات القرن التاسع عشر، وإن كان كذلك، وهذا ما تشير له كل التفاصيل المطروحة لحد الآن من خلال الحلقات الأولى، فتلك كارثة ما بعدها كارثة. إذ نعرف جميعنا قدر الرومانسية التي تمتلئ بها المسلسلات المصرية، وهي الرومانسية التي تعمل دائما على تجميل أية صورة، ما يعني أن نرى عملا يجمل صورة ريا وسكينة وربما يلبسهما ثوب الحمل الوديع. في الحلقات الأولى نعيش قصة حب ريا "عبلة" مع شقيق زوجها المتوفى حسب الله سامي العدل، من خلال مشاهد مصحوبة بموسيقى رومانسية جميلة وناعمة، ومن خلال خفة دم عبلة وتلقائيتها "اللي ترجعنا لأيام زمان"، نجد أنفسنا لمشاهد تحمل كما هائلا ونوعا مختلفا من المشاعر الرومانسية الجميلة. يشارك عبلة سمية الخشاب في دور شقيقتها سكينة، والخشاب وان كانت قد ظهرت في عدد من الأفلام الرومانسية بشكل لا بأس به، الا انها هنا تحاول جاهدة ان تتقمص دورها لكنها وبكل أسف لا تنجح في أن تقدم شخصية البنت المكافحة التي تنتمي لطبقة دنيا في المجتمع المصري في تلك الفترة، كل حركاتها تبدو متصنعة كما ان المشاهد لا يستطيع ان ينسى الصورة التي رسمتها لنفسها في أفلام سابقة، فهي الشابة الدلوعة الجميلة، ربما تكون طالبة جامعة أو موظفة جميلة أو حتى مذيعة حقودة كما شاهدناها في العام الماضي مع يسرا في مسلسل لقاء عالهوا. المسلسل يشترك فيه عدد من الفنانين الكبار مثل سامي العدل الذي نراه في دور مختلف هذه المرة، فهو حسب الله، الخشن الذي يعجب ريا منذ اللقاء الأول. كذلك نشاهد ماجدة الخطيب في دور والدة ريا وسكينة. المسلسل وان لم يكن مختلفا عن أي مسلسل مصري آخر الا انه وبسبب العودة الجميلة فيه لعبلة كامل يستحق المتابعة