العدد 1129 - السبت 08 أكتوبر 2005م الموافق 05 رمضان 1426هـ

"المستعجلة" تحيل قضية "عذاري" إلى "الموضوعية"

حكمت أمس محكمة الأمور المستعجلة برئاسة القاضي عبدالله الأشراف وفي أمانة السر أحمد يوسف، بعدم الاختصاص في دعوى مسلسل "عذاري"، محيلة الدعوى إلى المحكمة الموضوعية. ورفع هذه الدعوى كل من المخرج التلفزيوني محمد القفاص والكاتب أحمد الفردان ضد كل من مؤسسة بنت المملكة للإنتاج الفني وصاحبتها زينب العسكري وضد إدارة الملكية الفكرية في وزارة الإعلام وتلفزيون البحرين، وجها فيها الاتهام للفنانة بتسجيل قصة المسلسل باسمها، وطالبا فيها بوقف عرضه. وقالت محامية القفاص والفردان سامية سيد مجاهد إن قرار محكمة الأمور المستعجلة جاء لأنها محكمة تختص بالقضايا السريعة والواضحة جدا، وأنها لا تنظر في القضايا متعددة الأطراف.


بعد إحالتها إلى المحكمة الموضوعية

القفاص والفردان يواصلان دعوى "عذاري"

الوسط-منصورة عبدالأمير

قالت الفنانة ومنتجة الأعمال التلفزيونية البحرينية زينب العسكري إن المحكمة رفضت صباح أمس النظر في الدعوى التي رفعها كل من المخرج التلفزيوني محمد القفاص والكاتب أحمد الفردان مطالبين فيها بوقف بث حلقات مسلسل "عذاري". وكان الفردان والقفاص قد تقدما بدعوى أمام محكمة الأمور المستعجلة ضد مؤسسة بنت المملكة للإنتاج الفني وصاحبتها زينب العسكري وضد إدارة الملكية الفكرية في وزارة الإعلام وتلفزيون البحرين، وجها فيها الاتهام للفنانة بتسجيل قصة المسلسل باسمها، وطالبا فيها بوقف عرضه. العسكري اعربت في اتصال هاتفي مع "الوسط" عن سعادتها وارتياحها الشديدين لحكم المحكمة الذي ترى أنه ينفي التهمة الموجهة اليها ويسقط كل ادعاءات الطرف المدعي، مؤكدة ان الكثيرين ممن لم يريدوا لـ "عذاري" أن يرى النور، وضعوا العقبات في طريقه وحاربوه بشتى الطرق، "لكن إرادة الله كانت أكبر". أما القفاص الذي كان قد امتنع عن الإدلاء بأي تصريح للصحف، فقد تحدث أخيرا إلى "الوسط" معربا عن عدم دهشته لما حدث، مؤكدا أنه توقع هذا الأمر منذ البداية، مشيرا الى أن "رفض المحكمة للقضية لا يعني اصدار حكم فيها ولا يعني خسارة طرف أمام الطرف الآخر، كل ما في الأمر هو أن الدعوى تم تحويلها لمحكمة أخرى لعدم اختصاص محكمة الأمور المستعجلة بالنظر في مثل هذه القضايا، لتنتقل أوراق الدعوى الى المحكمة الموضوعية". في الوقت نفسه، استقبل الفردان الأمر بهدوء تام واكتفى بالتعليق قائلا "الحكم بعدم الاختصاص واحالة القضية الى محكمة أخرى لا يعني أن الطرف الثاني كسب أي شيء"، مضيفا "أعرف ان الفصل في هذه القضية لن يتم الا عبر المحكمة الموضوعية، لكننا رفعنا القضية أمام محكمة الأمور المستعجلة لاثبات الضرر الواقع، كما ان الشق المستعجل في القضية هو منع البث التلفزيوني وهو أمر لم يصدر بشأنه أي حكم، وقد عرفنا منذ البداية أن المحكمة لن تصدر أي حكم بشأن العرض حال قيام القاضي بتأجيل الحكم في الجلسة الأولى". وعلى رغم التطورات الأخيرة فإن القفاص يرى أنه هو الرابح الحقيقي في هذه القضية، إذ يشير الى انه "منذ البداية وحتى قبل أن تصدر المحكمة حكمها كنت أرى أننا نحن من ربح نصف القضية، على رغم كل ما ذكرته الفنانة في مجمل تصريحاتها وأحاديثها لمختلف الفضائيات عن كونها مؤلفة العمل ثم قيامها بكتابة اسمها كمؤلفة للقصة على مقدمة العمل". ويضيف "من يريد أن يعرف الحقيقة عليه أن يشاهد مقدمة المسلسل ونهايته ليعرف كيف هضمت المنتجة حقنا الأدبي في عدم ابرازها أسماءنا كمؤلفين ومخرجين وكأنها بذلك أرادت ولم ترد!". العسكري من جانبها أشارت إلى أن "الكاتب والمخرج وقعا معها عقدا يقران بموجبه بتنفيذ وترجمة جميع الأفكار التي تقدمها هي وصوغ السيناريو والحوار الخاصين بها"، مؤكدة معرفة عدد من الممثلين بموضوع تأليفها القصة من بينهم الفنانة الكويتية منى شداد والفنان البحريني أنور أحمد. وأفادت بأنها تعكف حاليا على إتمام آخر عملية المونتاج للمسلسل مع المونتير محمد بهلول بعد ان استبعدت القفاص، وهو أحد طرفي القضية، خوفا منها على العمل. مضيفة "ان المخرج كان منذ البداية مثيرا للمشكلات" وانها استبعدته عن العمل في وقت من الأوقات "حين كانت تصدر منه ألفاظ شتيمة تجاه الممثلين العاملين في المسلسل، لكنها وافقت على عودته بعد أن تعهد بعدم تكرار ذلك". من ناحية أخرى تساءل القفاص ان كان تجاهل المنتجة لحقهما الأدبي في إبراز اسميهما يعد "من الأخلاق الفنية والأدبية، أو تنطبق عليه أي من أعراف الفن". ويضيف "ما فعلته المنتجة حين وضعت اسمينا بهذه الطريقة يعد جريمة ليس في حق القفاص والفردان بل في حق نفسها، لأنها شوهت العمل حين انكرت جهود المخرج والكاتب وهو أمر لم نشهد له مثيلا في أي مسلسل عربي أو خليجي، حتى البرامج التافهة يتم فيها ابراز اسم الكاتب والمخرج!". القفاص أعلن عزمه مواصلة مطالبته بحقه مع زميله الأدبي والفني وأكد أن لديه الكثير من الشهود وهم على استعداد لأن يقفوا الى جانبه في المحكمة، مفيدا بأنه يتحدى المدعى عليها في ان تتمكن من الحصول على أي شهود "شرفاء". وأضاف "لم يسمعها أحد تتحدث عن القصة، أما نحن فلدينا ما يكفي من الشهود ممن سمعنا نتحدث عن القصة منذ تصوير مسلسل "هدوء وعواصف" "..." تحدثنا مع الجميع عن شخصياتهم منذ أكثر من عامين كغازي حسين الذي كان من المفترض ان يؤدي شخصية أبوراشد، وخالد البريكي الذي كان يعلم أنه سيقوم بدور مرزوق، وحتى أحمد مجلي الذي يعرف أحداث الحوطة، وكذلك شيماء التي كانت تعرف دورها". وفيما أكد القفاص استنكار غالبية الممثلين ما حدث من ظلم وافتراء، توجه بسؤال للمنتجة قال فيه "خرجت من العمل وانا محتفظ بعلاقة طيبة مع غالبية طاقم العمل إن لم يكن جميعهم، فماذا عن حصيلتها هي من العلاقات الطيبة؟". أخيرا نوه القفاص بأنه لم يتسلم أجره كاملا عن اخراجه للعمل، وتساءل ان كانت تلك هي العدالة التي تطالب بها المنتجة، كما أكد نيتهما "هو والفردان" في استمرار مطالبتهما بجميع حقوقهما الفنية والأدبية أمام المحكمة الموضوعية. يذكر ان مسلسل "عذاري" يبث حاليا على عدد من القنوات الفضائية هي قناة أبوظبي والقناة القطرية، واخيرا الفضائية البحرينية، ويناقش عددا من الموضوعات التي تهم المواطن البحريني والخليجي مثل موضوع البطالة، والسرقات وغيرهما.


عذاري ... مرة أخرى

أخيرا تم بث حلقات مسلسل "عذاري" الذي تشوق لها كثير من المشاهدين، خصوصا بعد أن كثر الحديث عنه بسبب المشكلات التي واجهت ولاتزال تواجه فريق عمله، وهي مشكلات على رغم آثارها السلبية فإنها وبحق شكلت أفضل دعاية للمسلسل. فضائية البحرين تساهم في زيادة الآثار السلبية فتقوم بعرضه في ساعة متأخرة، ثم تقدم الاعادة في وقت آخر غير مناسب للكثير من الراغبين في متابعة الحلقات. وهي بحق تبخس "عذاري" حقه على حساب مسلسلات أخرى أقل منه شأنا، سواء من المسلسلات العربية أو حتى المحلية. ولست هنا في محاولة للتقليل من شأن أعمالنا المحلية الأخرى فجميعها جميلة ومتألقة وجميعها تحاول ملامسة بعض هموم المواطنين سواء بصورة مباشرة كما في "صور من الحياة" أو بغوصها في التاريخ القريب كما في "دروب". الا ان "عذاري" يتميز عنها جميعها بجودة محتواه وعمق القضايا التي يناقشها وبجودة اسلوب كتابته وبروعة أداء ممثليه. مرة أخرى أداء الممثلين لا يتفوق على أولئك الموجودين في المسلسلين المحليين الآخرين لكننا هنا أمام مجموعة من الفنانين البحرينيين والخليجيين والعرب، كما ان كثيرا منهم يطرق أبوابا جديدة ويقدم أدوارا جريئة كالدور الذي تقدمه شيماء سبت والذي تبرز فيه "كعادتها" أفضل مواهبها الأدائية. فشيماء التي شاهدناها في العام الماضي في دور البنت الطائشة تعود هذا العام في دور آخر لا يقل روعة عن سابقه لتؤدي دور الفتاة التي سطت عليها أيادي الزمن وقتلت كل امكانات الثقة بالآخرين في داخلها، شيماء تبدع مرة أخرى ومشهد حلقة الأربعاء الماضي الذي يحاول فيه أحمد مجلي التقرب منها يقدم دليلا ملموسا على تميز شيماء. شيماء بدت كنمرة مجروحة وأثرت في المشاهد بكثير من المعاني التي ارتسمت على وجهها حال افصاح الفتى عن حبه لها! زينب العسكري أيضا تبدو مختلفة، ربما بمساحيق أقل جعلتها تبدو أكثر جمالا، قدمت صورة قد تكون واقعية لبعض رجال المجتمع الذين يجدون في أية فتاة تقذف بها الظروف في طريقهم، فريسة شهية وصيدا سهلا. إيمان القصيبي تعود أيضا في دور نرجس وهذه الممثلة على رغم كونها مقلة في أعمالها فإنها تترك دائما آثارا جميلة ولمسات مميزة في أي عمل تشارك فيه. فضيلة المبشر أيضا بدت مقنعة في دور فتاة فقيرة ومن أصل طيب. فوزي يعود أيضا في هذا المسلسل وبـ "لوك" مختلف تماما وعلى ما يبدو بدور أكبر يبرز بعض امكاناته. ابراهيم خلفان، هذا الممثل الذي دأب على ترك بصماته واضحة وعلى ان يثبت عمق موهبته في التمثيل وفي تقمص أية شخصية تسند إليه، يقدم في هذا المسلسل شخصية مختلفة ومميزة، تعجب المشاهد قدرته على التحدث بلكنة مختلفة تماما عن لكنته الحقيقية! لطاقم العمل جميعا أقول عملكم لحد الآن جميل، واصلوا مسيرتكم، و"الله لا يجيب الزعل" بينكم، ولفضائية البحرين نقول "اعطوا المسلسل حقه"

العدد 1129 - السبت 08 أكتوبر 2005م الموافق 05 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً