ليس من الغريب أن تتزامن تصريحات وخطابات الرئيس الأميركي جورج بوش وحليفه رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، فقد حدث ذلك في أكثر من مناسبة. ولكن الملاحظ أنهما صارا يتحدثان بلغة واحدة ويكمل بعضهما بعضا أو بلغة أعم أصبحا "وجهين لعملة واحدة". لم يدع الزعيمان فرصة إلا ونفسا عن سمومهما وتناولا إيران وسورية بالنقد وتوجيه التحذيرات، واستغل بوش أمس الأول كلمة وجهها أمام المعهد القومي للديمقراطية في واشنطن ليطلق المزيد من التحذيرات للبلدين المجاورين للعراق بحجة أنهما يتدخلان في شئونه الداخلية ويدعمان المقاتلين. وقال بوش: "الدول الراعية "للإرهاب" مثل سورية وإيران لديها تاريخ طويل من التعاون مع الإرهابيين وهم لا يستحقون الصبر من قبل ضحايا الإرهاب". وأضاف "الولايات المتحدة لا تفرق بين من يرتكبون أعمالا إرهابية ومن يدعمهم ويمنحهم الملاذ لأنهم جميعا شركاء مذنبون على قدم المساواة في عمليات القتل". كما لم يفوت بلير فرصة سانحة حين عقد مؤتمرا صحافيا مشتركا مع ضيفه الرئيس العراقي جلال الطالباني في اليوم نفسه وتناول إيران طالبا منها عدم التدخل في الشئون العراقية بعد مزاعم العثور على عبوات ناسفة متطورة يقول إن مصدرها ربما يكون إيران أو حزب الله اللبناني. بوش يواجه تدنيا في شعبيته بسبب إخفاق إدارته في مواجهة إعصار "كاترينا" وبلير مغتاظ من طهران لأنها تتحدى الاتحاد الأوروبي وترفض الجلوس على طاولة مفاوضات مع "الترويكا" لبحث ملفها النووي مادام سيتم ذلك وفق شروط مسبقة، كما يواجه الاثنان معا خطر الإخفاق في العراق. ولذلك يستغل الحليفان كل الفرص لشن الهجوم المزدوج على طهران ودمشق وربما يعتقدان أن رسالتهما ستزداد قوة وصرامة إذا أطلقت بصورة متزامنة