يبدو ان الأيام العشرة المقبلة ستكون حاسمة بدرجة كبيرة في المشهد العراقي وربما ستغير كثيرا من ملامحه الحالية، حسم اتجاه تهدئة الأزمة أو صب الزيت على النار. إذ تسارعت خطى الحوادث المتعلقة بالعراق داخليا وخارجيا بطريقة سريعة، ليبدو كل شيء وكأنه الفرصة الأخيرة، وعلى الجميع ان يغتنمها قبل فوات الأوان. فجاء تحرك الدول العربية في اللحظة الأخيرة كما جاء تحرك جامعة الدول العربية "العتيدة" في اللحظة الأخيرة أيضا لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية قبل الاستفتاء العام على مسودة الدستور العراقي في الخامس عشر من الشهر الجاري، الاستفتاء الذي سيكون بلاشك المنعطف الحاسم في مجرى الحوادث والتطورات في هذا البلد، في التوقيت نفسه وبالمصادفة أيضا ومع هذه "الخلطة العجيبة" شهد العراق "مصادفة أخرى" موجة من العنف والعنف المضاد بعد سويعات من "توقع" الرئيس الأميركي بوش بزيادة حدة العنف، ثم فجرت "ام المصادفات" وشن الرئيس جلال الطالباني بعد زيارته لواشنطن حملة تشكيك علنية ضد أداء والتزامات حكومة الدكتور إبراهيم الجعفري. المضحك المبكي ان كل هذه المصادفات وقعت في اقل من أسبوع "وبنفس" واحد و"خط" واحد و"نسق" واحد وكأنها جاءت من "بيت..." واحد. ترى إلى متى نظل نتحدث باسم الآخرين ونجاهد باسم الآخرين ونتدخل عندما يريد الآخرون، إلى متى نعبر عن مخاوفنا إذا طابقت مخاوف الآخرين، إلى متى نبقى نتحرك بـ "الريمونت كنترول"؟ أسئلة تفرض نفسها بقوة - رضينا ام لم نرض - ولاسيما نحن نعيش على ما يبدو زمن المصادفات ويا له من زمن
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1128 - الجمعة 07 أكتوبر 2005م الموافق 04 رمضان 1426هـ