العدد 1128 - الجمعة 07 أكتوبر 2005م الموافق 04 رمضان 1426هـ

"الوفاق" ووضع القطار على السكة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

كانت أشبه بتظاهرة تلك الليلة التي احتشدت فيها جماهير "الوفاق" لتسجيل الجمعية بحسب قانون الجمعيات السياسية، تظاهرة بلا صراخ، وبلا هياج وبلا شعارات. شعرت وأنا أشاهد المشهد الذي لا يخلو من تراجيديا وقليل من الدراما السياسية ان قطار المشاركة فعلا انطلق وإيقافه معجزة، شعرت بالجماهير بدأت تضع القطار على السكة الصحيحة وجاءت النتيجة بموافقة 88 في المئة من 1062 عضوا مشاركا في التصويت يوصون مجلس الإدارة بالتسجيل. شعرت ان مادة الكليسترول بدأت تقل في عقلنا السياسي كما احسست اننا تلك الليلة كنا نشهد عملية سياسية لإذابة شحوم، ولكن هذه المرة في صالة سياسية... كنت أشاهد الاخوة وهم يتكدسون أمام صناديق الاقتراع وكم كنت أتمنى لو كان المشهد ذاته جاء قبل 3 سنوات فكان أمام صناديق الاقتراع للبرلمان في المحافظات بدلا من ان يكون صناديق اقتراع داخل مأتم لكني لم أجعل هذه المفارقات تبدد جمالية المنظر في عيني وحمدت الله على التقاط الخيط في اللحظات الأخيرة وفي الوقت الضائع وقبل إعلان صفارة الحكم انتهاء المباراة السياسية وإعلان خروج "الوفاق" من الملعب بإبراز "الكرت" الأحمر لعدم قبولها التسجيل وفق القانون أو بدعوى تخريب مقاعد متفرجي المباراة، فبعد بقائها 3 سنوات خارج الملعب يتم إخراجها حتى من مشاهدة المباراة! "الوفاق" هذه المرة تستحق التصفيق الحار لتجاوزها موقفا حرجا. وخيرا فعلت عندما لم تصغ للشباب الذين دعوها إلى رفض التسجيل متأثرين باللاءات العشر التي لصقت بعقل الشيعة منذ ما يزيد على عشرات السنين، ليس في البحرين فقط بل في عدة دول. ان هناك قضايا وطنية كبيرة يمكن التحالف عليها لصالح الوطن وان المشاركة ستقود إلى التواصل مع السلطة. وقطع أي طريق على أي وشاة أفضل ألف مرة من تبادل المعلومات من خلال الوساطات البشرية. ان توصية الشيخ محمدمهدي شمس الدين في كتابه القيم "الوصايا" خير ما كتب في ذلك وهنا يجب ان تتم إزالة شعارات انشائية. وأثبتت التجربة ان الخطابات التي تصور البحرين وكأنها مقبلة على حرب عالمية ثالثة وان السماء قاب قوسين وتنطبق على الأرض... وكأن الناس في بيوتها متهيئة لحالات طوارئ قادمة وخطيرة والجماهير في انتظار شبح الحرب السياسية والمجتمع على كف عفريت، إلخ... كلها خطابات غير دقيقة لا تنفع ان لم تكن تضر. الماركسيون طلقوا هذه الخطابات المبالغ فيها فالأحرى بنا ان نطلقها ونلتجئ إلى حل الملفات بالمشاركة الهادئة والفاعلة التي تتحرك وفق القانون وبالأسلوب السلمي مع التركيز على إيصال الرسائل التي تعزز الثقة وتدعم المشروع، الناس تبحث عن عمل ملائم وعن خبز يمنحها الكرامة وعن مترافعين أقوياء في البرلمان. وأنا أؤيد دخول شبابنا في شرطة المجتمع لخدمة الوطن والعمل في شرطة الداخلية ونبارك كل الخطوات الطيبة التي يقوم بها وزير الداخلية الشيخ راشد في تكوين جبهة وطنية واحدة تقوم على الشراكة والحفاظ على مملكة البحرين، وأقول له: التقيت أكثر من أب وأم يشكرونه على توظيف ابنائهم ويدعون له بالخير، وأحدهم قال لي بالحرف الواحد: كان ابني محبطا على رغم انه خريج جامعة ولما وظف في سلك الشرطة تغيرت حياته وبدأ يشعر بقيمة الحياة. وعلى جميع ابنائنا ومن كل الطوائف ان يسجلوا المواقف الوطنية وان يكونوا بحجم المسئولية ويعطوا أجمل الصور في الحفاظ على هذا الوطن العزيز. ان البحرين هي قدر الجميع وهي خيار الجميع فلابد من التواصل على الخير وتعزيز الثقة المتبادلة وتوصيل رسائل التواصل من كل الأطراف ونتمنى من الحكومة أن تبادر بمبادرات خدماتية لصالح المجتمع لقد ارتفع سعر البرميل فالأولى رفع الموازنة، وللانصاف شهدنا الآن حدائق بدأت تبنى في القرى والمدن ونحن مقبلون على افتتاح أندية نموذجية وبدأنا نشهد حركة عمران للطرق وبناء شبكات للصرف الصحي وبناء وحدات سكنية. نشكر الحكومة على ذلك ونتمنى المزيد، نتمنى رفع رواتب المواطنين وإلغاء بعض الضرائب. ونتمنى من الدولة أن تمنح اللاعب العالمي الذي رفع اسم البحرين نور الوداعي وحدة سكنية أسوة ببقية اللاعبين فهذا اللاعب أصبح قدوة للشباب البحريني في رفع اسم البحرين وترسيخ الوطنية

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1128 - الجمعة 07 أكتوبر 2005م الموافق 04 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً