العدد 1128 - الجمعة 07 أكتوبر 2005م الموافق 04 رمضان 1426هـ

كلمة سواء: البحرين وطن يتسع للجميع

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

كل جماعة لها رمزيتها التاريخية التي تمثل الانموذج الذي يطمحون إلى تحقيقه على أرض الواقع، تماما للإخوان المسلمين كما للسلفيين وأيضا للشيعة بمرجعياتهم المختلفة. .. جماعة السلف "ونقصد هنا الجماعة المشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية، أي جمعية الأصالة الإسلامية" لها انموذجها الخاص، ولها نظرتها المختلفة بشأن التعامل مع الآخر المختلف مذهبيا ودينيا، ومرتكز نظرتهم تلك تعود إلى التفاسير للمدونات التاريخية التي تستقي منها الجماعة منهجها. ينبغي الإشارة هنا إلى أن القصد هو المنهج وتحديدا في حاضر الجماعة السلفية "الأصالة"، بمعنى السلوك السياسي وليس المعتقد أو صلب العقيدة. لعل من المسلمات اختلاف الناس بشأن المناهج، بل وحتى العقائد، إلا أن المنهج هو ما يفرز المواقف المختلفة للجماعات المتعددة على الساحة الوطنية: جماعات إسلامية؛ سنية، شيعية، جماعات ديمقراطية؛ يسارية، قومية، ليبرالية... إلخ. الأصالة الإسلامية، أو المنهج السلفي تحديدا... وبحسب تصريح النائب حمد المهندي أخيرا إلى "الوسط" فإن طبيعة المنهج السلفي الوضوح والصدق في التعامل مع الآخر، وتجربة المجلس أبرزت المنهج السلفي في التعامل مع الآخرين. هذا الوضوح، وهذه الصراحة، نحن في أشد الحاجة إليهما في هذه المرحلة، وأدى وضوح وصراحة السلفيين إلى سهولة التعامل؛ بل والتحالف معهم "وكمثال: تحالفهم مع الديمقراطيين". طبعا ليس المقصود هو التعامل أو التحالف معهم في المسائل الشرعية العقائدية المحضة فإن تلك لها محاذيرها لدى مختلف الأطياف، الاخوان المسلمين أو المتصوفة أو الشيعة، أو حتى الديمقراطيين، ولكن المقصود هو الالتقاء على ثوابت واضحة لا خلاف عليها، وهي: الميثاق، والدستور. فالميثاق هو الوثيقة التي تربط جميع من يعيش على هذه الأرض وتلزمه بما ألزم به نفسه أو ألزمته ظروفه الاجتماعية وواقعه المعاش على ذلك. ولطالما رفعنا الصوت عاليا من خلال هذه الزاوية أو غيرها بضرورة الالتقاء مع الآخر من أجل خير الوطن والمواطن، فلم نجد آذانا تعي ما نقول، بل واجهتنا المزايدات على حب الوطن والولاء له وتعدى ذلك إلى الطعن بمسلمات أساسية عقائدية لدينا! وقد كتبنا عن ضرورة تجنب الصراعات المذهبية التي تعتبر - كما تدل أحوال الدول وقيام الحضارات ونهضتها - حواجز اسمنتية تعوق الحركة الفاعلة لبناء الأوطان أو الدعوة الماثلة "الحاضرة" لـ "وطن يتسع لجميع أبنائه". لا يوجد عاقل يرمي بذور الفتنة في أرض هذا الوطن بين السنة والشيعة، فالكل مواطنون ولهم حقوق وعليهم واجبات كرسها الدستور والقوانين المختلفة. والمبادئ العامة للجماعة السلفية "الأصالة" أبعد ما تكون عن مثل توجهات الفتنة تلك. يتبين ذلك من خلال تصريحات رموز الأصالة، وتصريح النائب الشيخ عادل المعاودة الأخير بشأن اللافتات مثلا. وعلى جميع الفرقاء أن يكونوا في الوضوح ذاته الذي تحدث به المهندي، لكي نأمن على سفينتنا البحرينية من أعاصير الزمن، ونحرث أرض البحرين ببذور الخير للجميع، ونعمل من أجل وطن لا يرجف فيه الأمل. والله يحفظك يا بحرين.

عطني إذنك...

إن واقع الناس يفترض الدفاع عن شيء آخر غير تلك الصراعات التي تدوس رحاها أحلام المواطنين في البحرين، فالعدالة الاجتماعية بين المواطنين، والعدل والمساواة والحريات العامة والمواطنية، كلها مفردات ومصطلحات ينبغي ترسيخها في الواقع السياسي/ الاجتماعي، وذلك من أجل أن نلتقي على كلمة سواء: البحرين وطن يتسع لجميع أبنائه

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1128 - الجمعة 07 أكتوبر 2005م الموافق 04 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً