العدد 2427 - الثلثاء 28 أبريل 2009م الموافق 03 جمادى الأولى 1430هـ

أطفال غزة يعانون جسديا و نفسيا بعد 100 يوم من الحرب

يستمر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة والتوتر الفلسطيني الداخلي في إعاقة جهود الإغاثة بعد ثلاثة أشهر من وقف الأعمال العدائية في غزة.

وقالت ممثلة اليونيسيف الخاصة في الأراضي الفلسطينية باتريشيا ماك فيليبس، معلقة على هذه الحالة: «على الرغم من أن النزاع توقف قبل 100 يوم، إلا أن الأطفال في غزة مازالوا يعانون جسديا ونفسيا، ومن الضروري أن يتم السماح بإدخال الإمدادات والمواد المطلوبة إلى قطاع غزة لإعادة التأهيل والإنعاش».

لا تزال الكهرباء حتى اليوم مقطوعة عن 10 في المئة من السكان، بينما لا تصل المياه الآمنة إلى نحو 9 في المئة منهم. كما سجلت عيادات «الأنروا» للصحة الأولية في جنوب القطاع ظهور المزيد من حالات الإصابة بالأمراض المتعلقة بالمياه والصرف الصحي بما فيها الإسهال الشديد والدموي مقارنة بالعام الماضي، ولا تزال العديد من الأسر تعاني من نقص الطعام والوقود والمال. وتشير التقارير الأخيرة إلى نفاذ 65 صنفا من الأدوية الأساسية من المخزن المركزي في غزة.

وصل عدد الأطفال الذين فارقوا الحياة بسبب الأجسام القابلة للانفجار بعد وقف الأزمة التي استمرت لنحو 22 يوما إلى 5 أطفال، بينما أصيب 14 طفلا آخرين في أحداث عنف أخرى.

وأثرت أعمال القتال بشكل كبير على الصحة النفسية للأطفال، إذ أكدت دراسة أجرتها الأمم المتحدة مؤخرا أن الصحة النفسية والقلق والتوتر هي المشاكل الصحية الرئيسية في غزة.

وتعمل «اليونيسيف» مع شركائها على توفير الدعم النفسي للأطفال والشباب، ونشر الوعي بين التلاميذ والسكان بشأن المخاطر المتعلقة بالألغام، ودعم التعليم العلاجي، وتنظيم حملات التطعيم.

ولتحسين صحة الأم والطفل والرضيع، تركز «اليونيسيف» على تحسين مهارات الرعاية الصحية لدى القائمين على تقديم هذه الرعاية - وخصوصا فيما يتعلق بعلاج حالات سوء التغذية الشديدة والرضاعة الطبيعية والكشف المبكر عن الأمراض لدى الأطفال.

ولكن عدم القدرة على الوصول تستمر في إعاقة جهود الإنعاش والإغاثة. لا يزال الحصار مفروضا على قطاع غزة منذ 22 شهرا، حيث بلغ معدل عدد الشاحنات التي دخلت غزة يوميا في مارس/ آذار نحو 132 شاحنة مقارنة بنحو 475 في مايو/أيار 2007، قبل شهر من وصول حماس إلى السلطة.

ومنذ وقف العمليات في غزة، لم تتم إعادة إعمار المنازل والمدارس والمرافق الصحية المدمرة أو إصلاحها بسبب الحظر الذي فرضته «إسرائيل» على توريد الإسمنت، كما لا تزال المواد اللازمة لإصلاح شبكات المياه والصرف الصحي مفقودة في غزة، و لم يسمح بإدخال المواد التعليمية التي توزعها اليونيسيف بما فيها مواد تدريب المعلمين ومعدات تنمية الطفولة المبكرة إضافة إلى المواد الترفيهية بما فيها الأدوات الموسيقية.

كما تأثر الأطفال من التوتر الفلسطيني الحالي، وخصوصا النزاع القائم منذ 22 مارس والذي أثر على الإحالات الطبية لتوفير الرعاية العاجلة غير المتوافرة في غزة. وتبين تقارير منظمة الصحة العالمية أن ثلاثة مرضى على الأقل فارقوا الحياة في انتظار السماح لهم بالخروج من غزة للحصول على العلاج. ورحبت «اليونيسيف» بخبر صدر الاثنين الماضي بشأن تحركات إيجابية على الميدان لمعالجة هذه الأزمة.

إضافة إلى ذلك تم التبليغ عن حالات قامت فيها مجموعات مسلحة فلسطينية بتدريب أو استعمال الأطفال. ولا يجب أن يستخدم الأطفال أبدا للأغراض السياسية والعسكرية.

وقالت ماكفيليبس في هذا الصدد: «الأطفال هم الضحايا الأبرياء لهذه الأزمة، ويجب أن يحرص جميع أطراف النزاع على ضمان مصلحة الأطفال أولا». ولقد تسببت العمليات العسكرية في غزة التي جرت بين 27 ديسمبر/ كانون الأول و18 يناير / كانون الثاني في مقتل وإصابة شخص من بين كلّ 225 فردا، حيث قتل 431 طفلا وأصيب 1872 آخرون، أي نحو ثلث الإصابات. أما في الجانب الإسرائيلي فوصل عدد القتلى إلى 13 شخصا منهم 3 مدنيين.

العدد 2427 - الثلثاء 28 أبريل 2009م الموافق 03 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً