تعتمد بعض النظم التعليمية في الوطن العربي على قيام المعلم بتلقين المادة التي يدرسها للطلبة الذين يقومون بحفظها، ثم تأتي أسئلة الامتحانات مؤكدة أهمية هذا الأسلوب، إذ توضع معظم الأسئلة لقياس ما يحفظه الطالب من معلومات، ولا تتضمن سوى قدر قليل لقياس قدرته على فهم المادة التي درسها ومهارته في تطبيق ما فهمه في الحياة العملية. وهناك نظم تعليمية أخرى تسود في معظم الجامعات والمدارس الخاصة تعتمد أساليب مغايرة، فالمعلم لا يلقن طلبته المنهج الدراسي لكنه يعطي فكرة عامة عن كل موضوع ثم يرشدهم الى المراجع التي تمكنهم من الحصول على تفاصيل أكثر، ويطلب اليهم بعد الاطلاع على المراجع كتبا أو رسائل علمية أو موضوعات منشورة على شبكة الإنترنت، إعداد بحوث أو دراسات يعبر فيها الطالب بأسلوبه الخاص عن موضوع الدرس، وبعد ذلك يبدأ المعلم في تعليم طلبته كيفية الاستفادة من دراساتهم وابحاثهم في الحياة العملية وحل المشكلات ومواجهة التحديات التي يمرون بها، ثم الخروج من ذلك كله بأفكار جديدة تساهم في اثراء المادة الدراسية. ولتوضيح الفارق الجوهري بين الاسلوبين فإننا نضرب مثالا مهما، فاذا كان المقرر على الطلبة دراسة رواية أو قصة أدبية نجد المعلم في مدارس التلقين والحفظ يشرح مضمونها وابعادها ويقوم الطالب بحفظ تفاصيلها وما دار من حوار بين ابطالها، ويستطيع عن طريق الحفظ الحصول على أعلى الدرجات في الامتحان. اما في مدارس تنمية مهارات التفكير والابداع فإن المعلم يعطي الطلبة فكرة عامة عن الرواية، ثم يرشد طلابه الى المراجع التي تناولتها بالتحليل والنقد، وكان لها وجهات نظر ايجابية أو سلبية بشأنها، ويطلب الى الطالب قراءة ذلك كله وفهمه، ثم التعبير بأسلوبه الخاص عن رأيه في الرواية واستنتاج ابعادها الاجتماعية والاقتصادية والنفسية. وهكذا تنمي هذه الطريقة في الطالب القدرة على تحديد فكرته عن الرواية بعد اعداد المقارنات وتصنيف الآراء المتعددة بشأنها، ثم تقديم رؤية خاصة به يبين فيها ادلته على وجهة نظره. إن المدارس التي تعتمد أسلوب تنمية مهارات التفكير والابداع تنمي شخصية الطالب ليكون بعد تخرجه في الجامعة شخصية قيادية تتوافر لديه القدرة على اتخاذ القرار، وشخصية علمية قادرة على تشخيص الظواهر والمشكلات المختلفة وتحديد اسبابها واقتراح البدائل المختلفة لحلها، ثم اختيار انسب هذه البدائل لحل المشكلة في ضوء الامكانات المتاحة، وهو في الوقت نفسه شخصية ديمقراطية يرحب بالنقد ويتقبل الرأي الآخر، ويمارس النقد الذاتي ويعدل من آرائه وافكاره وأعماله على نحو يمكنه من أداء عمله بطريقة ايجابية وفعالة، وهو أيضا شخصية مهنية متميزة طبيبا كان أو مهندسا أو محاسبا، إذ يمكنه متابعة الابحاث والدراسات الجديدة وفهمها وتصنيفها والمقارنة بينها، ثم الاستفادة منها في عمله.
تشعب المسئولية
إن المسئولية عن اتباع أسلوب التلقين والحفظ لا تقع على المعلم وحده وانما يشاركه في ذلك المنهج الدراسي والإدارة المدرسية ونظم الامتحانات والطالب، فاذا صمم المنهج الدراسي ليحشو ادمغة الطلاب بمعلومات كثيرة ومطولة لا تترك مجالا للتفكير والابداع، واذا كان المسئولون في وزارات التربية والتعليم في الوطن العربي والادارات المدرسية يقاومون كل جديد، ويصرون على تنفيذ الاساليب التي تعودوها منذ زمن بعيد، أو لا تتوافر لديهم القدرة أو الامكانات المادية اللازمة لمتابعة وتجريب وتنفيذ الجديد في اساليب التعليم الحديثة، واذا وضعت أسئلة الامتحانات لقياس القدرة على الحفظ في الغالب الاعم منها، واذا لم يتم اعداد المعلم وتدريبه على استخدام اساليب تنمية التفكير والابداع، واذا كان الطالب محبطا أو غير جاد أو قليل الطموح والرغبة في معرفة الجديد وممارسته، فلن تتمكن المجتمعات العربية من تطوير نظمها التعليمية.
دور الأسرة في التربية
وتمتد المسئولية في تحديد نظم التعليم في الوطن العربي لتشمل بالاضافة الى المعلم والمنهج الدراسي والإدارة المدرسية ونظم الامتحانات والطالب عاملا اساسيا مهما هو أسلوب تنشئة الأسرة العربية لابنائها، فاذا اعتمد هذا الأسلوب التسلط والتزمت الذي يجد الطفل أو الشاب نفسه مجبورا فيه على أن يطيع الأوامر والتعليمات الصادرة اليه عن ابويه من دون مناقشة ومن دون أن يسمح له بالحرية في ابداء رأيه والتعبير عن نفسه ومشاعره واحاسيسه فسيكون امامنا وفي مدارسنا شباب سلبي لا تتوافر لديه القدرة على اتخاذ القرار السليم تجاه أية مشكلة تواجهه في الحياة، لأننا منعناه من حقه في السؤال والاكتشاف والمبادرة وإبداء الرأي، وأوقفنا لديه إمكان التعود على المشاركة في الرأي واتخاذ القرار داخل الأسرة. وكذلك الأمر إذا كان أسلوب تنشئة الأسرة لأبنائها يقوم على الدلال الزائد وتنفيذ جميع الرغبات فمثل هذا الأسلوب يقتل الطموح ويؤدي إلى اعتقاد الطفل والشاب أن الحياة سهلة، وأنه لا توجد أية صعوبات أو تحديات يمكن أن يواجهها، فيصاب بصدمة تفقده التصرف السليم عند مواجهة أية مشكلة في حياته العملية، والأضر من هذين النموذجين ذلك الأب الذي يزرع في ابنه أنه فلان ابن فلان، وأنه يمكنه عمل أي شيء من دون مساءلة أو خوف. وأعرف أبا من هذا النوع كان يربي ابنه على هذا السلوك السلبي، وذات يوم قال له: "إذا أردت السيارة خذها، فإذا قابلك شرطي المرور وسألك عن رخصة القيادة فقل له أنا فلان ابن فلان، واتصل بي على الهاتف النقال"، وخرج الابن بالسيارة ولم يتمكن من الاتصال بوالده لأنه فارق الحياة في حادث أليم.
إيجابية المعلم وسلبيته
المعلم السلبي هو الذي يعتقد أن دوره يقتصر على مجرد التنبيه والتشديد على طلابه بالجلوس على مقاعدهم في الصف الدراسي والإصغاء إليه والتركيز فيما يقوله. وهكذا يصبح الإرسال في الصف الدراسي من جانب واحد "المعلم"، أما الطلاب فقد يتمكن قلة منهم من استقبال ما يقوله. وبالتأكيد سيفقد غالبيتهم التركيز معه بعد فترة قصيرة لا تزيد على عشر دقائق، ثم يذهب بهم الخيال بعيدا خارج الفصل الدراسي. أما المعلم الإيجابي الذي يلعب دورا رئيسيا في تنمية مهارات التفكير والابداع فهو الذي يحمل طلابه على الاعتماد على أنفسهم ويسمح لهم بالمشاركة الإيجابية في مناقشة الدرس، ويتقبل بصدر رحب أفكارهم ويناقشهم ويشجعهم على أن يفكروا بعمق أكبر، وأن يتأملوا جميع الأفكار التي طرحها زملاؤهم، وأن يحددوا البدائل المختلفة لمواجهة المشكلة التي يطرحها الدرس، وأن يختاروا البديل المناسب من هذه البدائل. وبمعنى آخر هو المعلم الذي يتيح لهم عقد المقارنات بين أفكار زملائهم، ويطلب إليهم البحث عن نواحي التشابه ونواحي الاختلاف، ويقدم لهم مجموعة من البيانات الأساسية عن موضوع الدرس، ويطلب إليهم تصنيفها وتفسيرها، ثم يوفر لهم المناخ الملائم للاندماج في الأنشطة الصفية واللاصفية التي تتطلب حل مشكلات حقيقية، وهنا يبرز دور المنهج الدراسي في تحقيق هذا الأسلوب، فإذا كان طويلا ومحشوا بكثير من التفاصيل غير المفيدة فإنه يصعب على المعلم الموازنة بين ضرورة الانتهاء من المنهج في مواعيده المحددة وبين دوره في تنمية مهارات التفكير والابداع لدى طلابه.
الموافقة على إجابة الطالب
جرت العادة عند كثير من المعلمين أنه عندما يطرح المعلم سؤالا على طلبة الفصل الدراسي ويجيب أحدهم إجابة صحيحة يسارع المعلم إلى الموافقة على إجابته وأحيانا أخرى يكافئه على إجابته الصحيحة بالإشادة به وبذكائه، وهذا الأسلوب لا يؤدي إلى تنمية مهارات التفكير والإبداع، إذ يجب على المعلم سماع إجابة أكثر من طالب، فإذا تبين له أن هناك إجابتين متعارضتين فعليه أن يطلب إلى طلبته المؤيدين للإجابة الصحيحة تقديم الأسباب المؤيدة لوجهة نظرهم، ثم يطلب من غير المؤيدين إيضاح أفكارهم وتقديم الأمثلة التي تؤيد وجهة نظرهم، ثم يقوم بتحديد الموقف النهائي والصحيح بعد تحليل أفكار المؤيدين والمعترضين. ويتلقى معلمو الرياضيات في أحيان كثيرة سؤالا من بعض الطلبة هو: كيف أحل هذا التمرين أو هذه المسألة الرياضية؟ فيسارع المعلم إلى حل المسألة للطالب، ومثل هذا الأسلوب لا يؤدي إلى تنمية مهارات التفكير والإبداع لدى الطالب، إذ على المعلم أن يرشده إلى المبادئ والخطوات الأساسية الخاصة بحل هذا التمرين أو تلك المسألة الرياضية، وبعد أن يفهمها الطالب يطلب إليه تطبيق هذه المبادئ والخطوات على المسألة، ثم تطبيقها على المسائل أو التمارين المشابهة لها، ثم يطلب إليه العودة إليه مرة أخرى للتأكد من قدرة الطالب على فهم الموضوع. ومن الممارسات غير الصحيحة أن يتجه المعلم أحيانا إلى إعطاء الطلاب عشرة أمثلة مثلا مع إجاباتها النموذجية، ويقول لهم سيكون الامتحان في ثلاثة من هذه الأمثلة، فيقوم الطلاب بحفظ الأجوبة، ويحصلون بالتالي على أعلى الدرجات، ومثل هذا الأسلوب لا يؤدي إلى تنمية مهارات التفكير والابداع، إذ على المعلم أن يقدم لهم الأسئلة وحدها، وقبل تصحيح إجاباتهم ووضع علامة "صح" أو "خطأ" على الإجابة أو كتابة الإجابة الصحيحة يقوم بتحليل إجابات الطلاب عن الأسئلة وتحديد الأخطاء التي وقعوا فيها وأسبابها، ثم يناقش الطلاب في هذه الأسباب مع بيان الأخطاء التي ترجع إلى عدم تركيز بعضهم في فهم السؤال، أو عدم اتباعهم الخطوات الرئيسية اللازمة للإجابة، أو عدم إدراكهم العقدة الرئيسية التي تضمنتها بعض الأسئلة، أو عدم تنبههم لأن السؤال غير مباشر ويهدف إلى قياس قدرة الطالب على الفهم والاستنتاج إلى غير ذلك من الأسباب، ثم يعيد المعلم إجابات الطلاب إليهم ويطلب إليهم إعادة الإجابة عن الأسئلة في ضوء المناقشات التي دارت حول أسباب الأخطاء في إجاباتهم، وبعد ذلك يوضح لهم الإجابة الصحيحة مع مناقشة الطلاب الذين تكررت أخطاؤهم في أسباب عدم تمكنهم من تقديم الإجابة الصحيحة.
تدوير الأفكار وتقديم الأمثلة
كثيرا ما يطرح المعلم أثناء الدرس بعض الحقائق العلمية أو الجغرافية أو التاريخية أو الأدبية إلى غير ذلك من المجالات، وعلى المعلم ألا يكتفي بذلك بل يطرح على طلابه الأسئلة الخاصة بكيفية تأكيد هذه الحقائق وطرق ممارستها في الحياة العملية. فلا يكفي أن يشير المعلم مثلا إلى المخاطر البيئية التي تحيط بنا، وإنما عليه أن يسأل طلابه عن الوسائل التي يجب اتباعها لمواجهة هذه المخاطر، ولا يكفي أن يستمع المعلم إلى وجهة نظر طالب واحد بل عليه توجيه دعوة مفتوحة إلى جميع الطلاب للتعبير عن آرائهم، ولا يكفي أن يستمع إلى مقترحات طلابه بل عليه أن يطلب إليهم ذكر أمثلة تؤكد وتثبت ما يقولونه، ولا يكفي أن يستمع الطلبة إلى آراء زملائهم بل يجب أن يشاركوا في تحديد أسباب التعارض بين الآراء المطروحة، ولا يكفي أن تنتهي المناقشة إلى أن إمكانات المجتمع المادية لا توفر القدرة على مواجهة مشكلات معينة بل يجب على المعلم أن يطلب إلى طلابه التفكير في البدائل التي تتفق مع إمكانات المجتمع المادية، ولا يكفي أن تنتهي المناقشة إلى أن الحكومة هي المسئولة عن حل جميع ما ظهر من مشكلات أثناء المناقشة، بل على المعلم أن يطلب من طلابه تحديد دور المواطن ودور تنظيمات المجتمع المدني في حل هذه المشكلات. وبذلك كله وبغير ذلك من الأساليب تتوافر لدى طلابنا القدرة على تحليل الأفكار والآراء المطروحة وتحديد الصحيح منها، واقتراح آراء وبدائل جديد، والخروج منها بنتائج محددة وهذا هو الأسلوب المطلوب لتنمية مهارات التفكير والإبداع. ومن المهم أن نشير إلى أن هذه الأساليب يمكن اتباعها في المرحلة الجامعية كما يمكن اتباعها في المرحلة الابتدائية، فإذا قال تلميذ الابتدائية: إن النمر البنغالي أو الأفيال مهددة بالانقراض، فعلى المعلم أن يطلب إليه تقديم مقترحات عن كيفية مواجهة هذه المخاطر، وإذا ذكر المعلم أن بعض الحيوانات تعيش على اليابسة ويعيش بعضها في الماء، فعليه أن يطلب إلى طلبته ذكر أمثلة للنوعين، وإذا اقترح الطلبة إنشاء صالة رياضية في المدرسة فعلى المعلم أن يطلب إليهم التفكير وتقديم المقترحات التي يمكن من خلالها تمويل إنشاء هذه الصالة وتحديد الجهود الذاتية والتطوعية للطلبة وأولياء الأمور. وإذا قال معلم التربية الرياضية: إن محمدا ركل كرة القدم إلى ما بعد مرمى الخصم بينما لم تصل كرة أحمد إلى منتصف الملعب، فعليه أن يطلب إلى تلاميذه عقد مقارنة بين هاتين الواقعتين لمعرفة أسبابهما وليتعودا على الموازنة والتحليل.
الخروج من نطاق الكتاب المدرسي
إن المعلم القادر على تنمية مهارات التفكير والإبداع لدى طلابه هو المعلم الذي لا يقتصر شرحه للدرس على ما هو مكتوب في الكتاب المدرسي، بل يعمل على توسيع أفكار طلابه والخروج بهم إلى مجالات جديدة خارج الكتاب المدرسي، وبذلك يكتسب الطلاب مهارات التفكير، فإذا تناول المعلم مثلا التكوينات الجغرافية لمملكة البحرين وأشكالها فيمكنه توسيع مدارك الطلاب بطرح سؤال عن النواحي الجاذبة للاستثمار في البحرين أو لزيارتها، وإذا أجرى معلم العلوم تجربة عملية أثبت فيها تأثر معدن أو سائل معين بالحرارة أو حدوث تفاعل كيماوي ناتج عن إضافة مادة إلى أخرى فعليه أن يطلب إلى طلابه تقديم أمثلة لتطبيق نتائج هذه التجارب في الحياة العملية. وإذا ألقى المعلم بقطعة حديد صغيرة في كوب ماء فغاصت إلى القاع فعليه أن يسأل طلابه عما سيحدث إذا ألقينا بابا خشبيا في مياه الخليج، وبذلك يتعود تلميذ المرحلة الابتدائية التنبؤ بما سيحدث، وهي إحدى الوسائل الأساسية لتنمية مهارات التفكير والإبداع.
المعلم الناجح
إن المعلم الناجح هو الذي لا يخبر طلبته بالحل الصحيح، فور توجيه السؤال إليهم، وهو الذي لا يقدم لطلابه إجابات نموذجية، وهو الذي يحلل أخطاء الطلاب في الإجابة المطروحة عليهم ويحدد أسبابها ويناقشها معهم. وهو الذي لا يتحدث كثيرا في الفصل الدراسي بينما الطلبة في حال سكون، وهو الذي لا يسخر من الطالب الذي يقدم أفكارا جديدة أو يقلل من شأنها، وهو الذي يشجع الطلبة على التعبير عن أفكارهم وتقديم أمثلة من الحياة أو من قراءاته، وعقد المقارنات وتصنيف البيانات، وتقديم الأدلة الجديدة والتنبؤ بما سيحدث، وتطبيق الحقائق العلمية التي يشرحها على المواقف الجديدة وفي الحياة العملية، وهو المعلم الذي يسأل طلبته دائما بعد كل إجابة سؤالين مهمين وجوهريين هما: لماذا؟ وكيف؟ بذلك كله وبغيره من الأساليب يمكن أن نسهم في خلق جيل جديد يفكر ويحلل ويقارن ويقدم الأدلة، ولا يقتصر دوره على مجرد حفظ ما في الكتاب المدرسي للحصول على تقديرات عالية، ثم نسيان ذلك كله وعدم الاستفادة منه بمجرد انتهاء الأسبوع الأول من الإجازة الصيفية. * مدير عام شركة الشرق الأوسط للتعليم والتدريب
إقرأ أيضا لـ "عزت عبدالنبي"العدد 1127 - الخميس 06 أكتوبر 2005م الموافق 03 رمضان 1426هـ