مبروك عليكم جميعاً حلول شهر رمضان المبارك وأتمنى لكم الصحة والعافية في هذا الشهر الفضيل... الحمد لله في هذه السنة لم يحصل أي اختلاف في يوم الصيام فالجميع أصبح أسرة واحدة والجميع صام في يوم الثلثاء، وإن شاء الله يكون يوم العيد موحد ولا يحصل اختلاف في رؤية هلال شهر شوال (بل من الحين انفكر في العيد؟)... طبعاً اليوم الخميس وجميع البرادات في البحرين أصبحت خاوية بسبب التهافت على شراء المواد التي من الممكن أن تكون الأسر في حاجة لها، ولكن الاحتمال الأكبر أنها غير ضرورية... وجيوب غالبية الموظفين بالتأكيد أصبحت مقلوبة للخارج (يعني ما فيها ولا آنتين) بسبب صرف جميع المبالغ التي كانت في الجيوب على التكديس غير الطبيعي في المنازل لكل ما يمكن أن يؤكل... والجميع في رمضان (رجال ونساء) يصبحون مثل النساء الحوامل الذين يتشهون على كل شيء والواحد منهم يخاف أن يتشهى على أكلة معينة ولا يجدها أمامه في الفطور ويحك بطنه فتخرج شامة كبيرة على ابنه مكان الحكة (هو وحظه وين مكان الحكة)... وهناك في المقابل أناس أذكياء يوفرون الكثير من مبالغ الأكل في رمضان والتي يصرفونها في باقي الأشهر على شراء المستلزمات الغذائية الشهرية لعائلاتهم، فهم يوم يفطرون عند أهل الزوج واليوم الآخر يفطرون عند أهل الزوجة وطبعاً إفطارهم يكون على ثقيل (يعني أكل يكفي لمدة يومين) وبعد الإفطار لا ينسون أن يأخذوا معهم شوية من الباقي لسحور الأولاد... والبعض من أصدقاء التوفير المقربين يكون فطورهم خفيفاً جداً (خبز وشاي) فقط ثم بعد صلاة التراويح يبدأ عندهم مشوار الأكل الثقيل ولكن ليس عندهم في البيت... لا لا... مشوار الأكل يبدأ بمرورهم على المجالس التي توجد فيها الموائد (من مجلس إلى مجلس والحلج يرعط) والمعدة تجمع من جميع الأنواع... الزوج يلف على مجالس الرجال ويبلع والزوجة تلف على بيوت النساء وتبلع والأولاد يلعبون في الشوارع حتى وقت متأخر من الليل من دون خوف لأن الجن (الينانوه) محبوسين في رمضان وهذا ما كان يقوله لنا أهلنا زمان على أساس أنه في الأيام العادية كانوا يمنعون علينا الخروج من المنزل بعد غروب الشمس ويخوفونا بالجن، ولكن في رمضان مسموح لنا بالخروج في الليل على أساس أن الجن محبوسون ولا خوف منهم...

اليوم الخميس، وهو بداية الإجازة الأسبوعية للموظفين في الوزارات الحكومية ومثلما سهروا البارحة يمكنهم السهر الليلة أيضاً، ولكن في ليالي الدوام أتمنى منهم عدم السهر حتى يحضر الموظف إلى دوامه وهو مرتاح (في كامل قواه العقلية) ليتمكن من إنجاز أعماله ومقابلة المراجعين بكل مزاج طيب ولا يفتح لهم فمه إلى الآخر (يتثاوب) في وجوههم... وبحسب اعتقادي شبه المؤكد فإنه سيكون هذا آخر رمضان يمر علينا بإجازة الخميس والجمعة وإنشاء الله في رمضان المقبل ستكون الإجازة الأسبوعية الجمعة والسبت مثل إخواننا في دولة قطر (الله يحيينا وياكم)...

الكلام الأخير، أن شهر رمضان فرصة لمن يريد تخفيف وزنه وأنا شخصياً قد جربتها عدة مرات وخففت وزني إلى ما يقارب العشرة كيلوغرامات في شهر واحد... والخلطة السحرية هي في المشي المتواصل من بعد صلاة العصر وحتى قبل صلاة المغرب بعشر دقائق، وهذا الوقت يكفي لمشي ما بين ثمانية إلى عشرة كيلومترات يومياً، ثم تكون نهاية المشي عند المنزل والباقي عشر دقائق تكفي لأخذ حمام سريع وبعدها إلى طاولة الفطور فيكون الشخص عطشان أكثر منه جوعان فيملأ بطنه من الماء والعصائر الطازجة حتى لا يبقى مكان للأكل... وشرب السوائل الكثيرة على الفطور أصح للجسم من النزول على صحون الأكل والعيون مغمضة... أتمنى لكم صياماً مباركاً وإفطاراً سائلاً..