يستقبل المسلمون في جميع أنحاء العالم هلال شهر رمضان المبارك من كل عام بفرح وحب كبيرين لما يمثله من فرصة كبيرة لأمور عدة يتميز بها الشهر الكريم، من بينها الشعور الروحاني بالدخول في فترة زمنية يكون فيها الثواب على الطاعة لله عز وجل غير محدود حتى مع بساطة الأعمال، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المعصية. يتميز الشهر الكريم كذلك بإحساس غامر بالأمان وشعور رائع بصلة الأرحام والتزاور بين الأقارب والأصدقاء. هذا هو الشهر قد هل هلاله وبدأنا نعيش حلاوة روحانيته، ولكن ماذا عن أهلنا في العراق؟ أي رمضان قد حل عليهم هذا العام ومئات الآلاف من أهلهم وأحبتهم قد خطفتهم يد الإرهاب البغيضة؟ وأي شعور بالسعادة والأمان والراحة والموت في كل زاوية من مدن العراق العظيمة يخطف كل أحد وأي أحد بلا تفريق بين رجل أو امرأة أو صبي، وبين شخص عادي ومسئول؟ عشنا جميعا في فترة من الفترات حال الخوف والرعب وعدم الشعور بالأمان، وأحسسنا بتحول الطعم الحلو لكل شيء إلى طعم مر كالعلقم. وما عشناه لا يقارن بما يعيشه الشعب العراقي الحبيب وخصوصا أنه ومنذ عقود طويلة لم يعش ساعة أمان. ولا ننسى الفلسطينيين أبدا وغيرهم من الشعوب الإسلامية التي ترزح بصورة أو بأخرى تحت وطأة الظلم والإرهاب، ولكن العراقيين فعلا عانوا الكثير وفي فترة قصيرة منذ احتلاله إضافة إلى عذاباتهم في عهد الطاغية المخلوع صدام حسين. متى يأتي اليوم الذي يخف فيه أنين العراقيين ويعيشون فرحة وأمان وحلاوة شهر رمضان؟
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1126 - الأربعاء 05 أكتوبر 2005م الموافق 02 رمضان 1426هـ