ربما الكلمة المناسبة لوصف الإقبال الكبير الذي رافق الاكتتاب في أسهم دانة غاز الإماراتية في البحرين بأنها صحوة الشارع البحريني للاستثمار في الأسهم وخصوصا في مجال سوق الإصدارات الأولية، ففي وقت قريب كان الكثير من وسطاء الأسهم البحرينيين يشكون ضعف الاهتمام الشعبي في الاستفادة من الأدوات الاستثمارية التي تتيحها الأسواق والبورصات محليا وإقليميا. ومع كل هذا الاهتمام الذي لاقته أسهم دانة فإن السوق المحلية لاتزال بمنأى عن الاهتمام ببورصة البحرين والشركات المدرجة فيها. ولعل طرح شركة دانة غاز للاكتتاب العام والنجاح المنقطع النظير للشركة ونيلها لثقة الجمهور، على رغم بعض الأمور التنظيمية، يعكس مدى نجاح تحول الشركات الخاصة والعائلية للمساهمة العامة إضافة إلى إنشاء شركات جديدة تستثمر في مجالات حيوية ما سيزيد من حركة الإصدارات الأولية أو الطرح الأولي للأسهم الذي ينعش الوضع الاقتصادي ويروي تعطش المواطنين ممن يمتلكون السيولة للاستثمار في هذه الشركات. ومع الطرح الأولي الذي ستقوم به عدد من الشركات البحرينية في أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أصبح لازما على هذه الشركات توعية المستثمرين بتفاصيل الاكتتاب بصورة تفصيلية من الوثائق المطلوبة وفروع مصرف الاكتتاب وأوقات الدوام الرسمي إلى ما لذلك من معلومات مهمة للمستثمرين كي يتم تلافي ما حصل من التباس عند الاكتتاب في شركة دانة غاز. وعلى رغم القوانين الصارمة التي تحيط بالإصدارات الأولية لاسهم الشركات الجديدة أو المتحولة إلى المساهمة فإن الشركات المعنية مباشرة ملزمة هي الأخرى بتشديد معايير الشفافية والمصارحة مع المستثمرين والإفصاح عن البيانات المالية وبيانات الشركة للمكتتبين لإعطائهم فكرة واضحة للوجهة التي تسير بها استثماراتهم. ومن المعيب أن يتم الإعلان عن تفاصيل الاكتتاب في عدد بسيط من الإعلانات في الوقت الذي تحقق فيه مصارف الاكتتاب أرباحا كبيرة جراء إقبال المستثمرين على شراء أسهم الإصدارات الأولية، إذ إن المطالعة السريعة لعدد من الصحف المحلية في المملكة تكشف ضعفا واضحا في الترويج لعملية الاكتتاب لعدد من الشركات البحرينية التي ستبدأ في طرح اسهمها هذا الشهر، كما لم تلجأ هذه الشركات للإعلان ولو بجزء بسيط من بياناتها المالية ومشروعاتها التي تعمل عليها والتي وقعت عليها وحجمها ليأخذ المستثمر القرار الصحيح في الشراء من عدمه. وإحدى الشركات بادرت مبادرة طيبة حين نظمت عددا من الندوات التعريفية للمستثمرين عن الاكتتاب فيها، لكن ذلك ربما ليس كافيا إذ ما أخذنا في الاعتبار خروج كثير من البحرينيين من تجربة قريبة في الاستثمار في الإصدارات الأولية ما يعني ازدياد الإقبال على هذا النوع من الاستثمار وبالتالي ستبرز الحاجة لاستخدام أكبر لوسائل الاتصال الجماهيري للوصول إلى أكبر شريحة من الناس
إقرأ أيضا لـ "علي الفردان"العدد 1126 - الأربعاء 05 أكتوبر 2005م الموافق 02 رمضان 1426هـ