العدد 1125 - الثلثاء 04 أكتوبر 2005م الموافق 01 رمضان 1426هـ

عندما يكون العذر أقبح من ذنب؟!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

ردة فعل سيئة انتابتني وأنا أتابع برنامج (هذا المساء) للأسبوع الفائت، إذ كانت المقابلة مع مجموعة من السادة النواب وقليل من الصحافيين وجمهور لا يزيد عددهم على عدد أصابع اليد، وكانت المقابلة بمناسبة افتتاح الدور الرابع من دور الانعقاد الأول لمجلس الشورى والنواب.

إنه الاستياء الكبير من تصريح أحد النواب الذي لم يخجل من وصف «النواب بالجهل في أمور السياسة وأنهم دخلوا المجلس مواطنين عاديين وليسوا سياسيين وقد تعلموا السياسة في المجلس» بالله عليكم هذا التصريح المخجل الذي سمعته لهو اعتراف صريح بقمة الوهن لبعض النواب الذين يمثلون الشعب ويدافعون عن حقوقه... إن نواب بهذا المستوى من الكفاءة السياسية لا تستغرب على أحدهم عدم استخدام صلاحياته في التشريع والرقابة لأنه لا يعلم عنها شيئا أصلا... ولا تستغرب أن تكون هناك كتلة صامته أو نائمة أو يمكن تسميتها حالمة تنتظر نهاية الشهر لتسلم الراتب والخروج في زيارات مكوكية لمكاتب الوزراء مطبقين المثل القائل «سكت دهرا، ونطق كفرا»... نواب بهذا المستوى المتواضع لا تستغرب من وصف الشارع لهم بالظاهرة الصوتية واليدوية من فرط هواشهم ومشاداتهم على موضوعات غالبيتها شخصية... نواب بهذا المستوى ليس بالغريب عليهم أن يكونوا فرعونا عليك بدلا من أن يكونوا عونا لك... وما قضية التأمينات المشهورة وقانون الجمعيات الأخير الذي تم إقراره حديثا وقانون التجمعات والصحافة والنشر المقبلين لا محال في هذه الدورة إلا دليلا؟!

كما أن هناك عذرا آخر لطالما سمعناه في الفترة الأخيرة عندما بدأت تفوح روائح التقصير من النواب في حق من انتخبوهم، واحد من هذه الأعذار أن التشريع الذي هم شرعوه يتطلب وقتا لتنفيذه على أرض الواقع سواء ما يخص البطالة أو الإسكان أو غيرها من الأمور المصيرية العالقة، إذ يطلب النواب من المواطن الذي يتضور جوعا وفقرا وتشريدا أن يصبر لحين تنفيذ هذه القوانين، ولكن ما يخص النواب كأفراد هو ما يتم تنفيذه على استعجال وبصفة فورية... ابتداء من تسمياتهم ومرورا بصرف سياراتهم كما هي الحال مع مبلغ العشرة آلاف التي دخلت حساباتهم كهدية أو هي تعديل أوضاع - لا أعلم - ولا ننسى بدل مواصلات ومكتب وبشت وما يتناقشون فيه الآن من تأمينات.

السؤال الذي يفرض نفسه الآن... هل في كل ما يخص المواطن تطالبونه بالصبر وعدم التعجل وما يخصكم كأفراد يتم تنفيذه في أسرع ما يمكن؟... السؤال الذي لم أجد له إجابة شرط أن تكون مقنعة؟

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 1125 - الثلثاء 04 أكتوبر 2005م الموافق 01 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً