العدد 1125 - الثلثاء 04 أكتوبر 2005م الموافق 01 رمضان 1426هـ

"يا جدار الصمت هات"

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

محبتي وتقديري لمشايخي واساتذتي لا تنقطع أبدا، أبدا. .. وهم كثر من كل الاتجاهات ومن مختلف الأطياف، ولا أبقاني الله ليلة إن انقضت بانقطاع حبي وتقديري ووفائي لهم. شيخنا وشاعرنا، أستاذ العقيدة، عميد علماء الصحوة الإسلامية، العلامة سفر بن عبدالرحمن الحوالي الغامدي هو أحد هؤلاء الأعلام الذين تعلمنا منهم لبنات أساسية في بناء العقيدة الإسلامية. في رحلة امتدت نحو عقد أو يزيد من الزمن، وهي الرحلة الفكرية الثالثة بالنسبة لي، أي بعد الغزو الصدامي للكويت وما خلفه من تداعيات على وعي عموم الأمة العربية والإسلامية. الرحلة الثالثة كانت عقائدية بالمعنى الديني الخالص، فكانت غزيرة بالمعارف الربانية والمفاهيم والاخلاقيات الإسلامية. في ضغط الواقع الأليم الذي تعيشه الأمة، العربية والإسلامية، يلوذ المرء بالروحانيات فإنها منجيات ومطمئنات للنفس، وقصيدة "يا جدار الصمت هات" للشيخ سفر الحوالي، تعبر عن الواقع الأليم لهذه الأمة، فيها الكثير من الإطلالات على واقعنا المعاصر. مطلع القصيدة: يا جدار الصمت هات هات أصداء الثبات حين تخبر الكلمات حين تغشى النائبات نحن للجرح أساة من قوانين الحضارات وقيام الدول، أن ينهار جدار الصمت؛ في السويعة الحاضرة أو السويعات المقبلة، في هذا الجيل أو الأجيال اللاحقة، فالانهيار قادم لا محالة، وما قام على باطل فهو باطل. والانهيار سيكون على دوي صوت الشعب العربي والإسلامي الرافض للتطبيع أو التطويع "الصلح مع الكيان الصهيوني". الركض العشوائي "العمياني" في خطوات التطبيع وتطويع الشعوب لقبول العدو الصهيوني، مغتصب الأرض والفاعلة نصاله في أجساد أهلنا في فلسطين الحبيبة، أصبح ضرورة كيانية للأنظمة الاستبدادية، وهكذا فمسلسل الذل والهوان ماض، وجميع السهام مصوبة، بفضل بوصلة الحكام العرب، إلى ظهور وصدور أبناء فلسطين والأمة العربية والإسلامية. المتخاذلون والمتخاذلات والمطبعون والمطبعات والمطوعون والمطوعات؛ على الناس أن يلجموهم بدماء الشهداء الفلسطينيين الذين يتساقطون واحدا تلو الآخر، وآخرهم الشهيد محمد الشيخ خليل، وعلى هؤلاء المهرولين رافعي السراويل والتنورات، ونازعي القبعات والحجابات، ترحيبا بالصلح القادم مع الكيان الصهيوني المسخ، عليهم أن يحملقوا في قسمات وجه خنساء فلسطين "أم رضوان" ولا يصموا آذانهم عن كلماتها، لكي يدركوا مأساة المأساة في الجرح الفلسطيني. الخيانة، أصبحت علاقات دبلوماسية، الحج إلى البيت الأبيض أصبح تعبدا وتهجدا! حمل المباخر إلى البيت الأبيض هو وسيلة البقاء للأنظمة المستبدة. ألا يعتبرون من هوغو تشافيز أو فيدل كاسترو، فعلى رغم انهم لا دين لهم، ولا عصبة اجتماعية تحميهم، ولا تعني فلسطين لشعوبهم مثل ما تعنيه للشعوب العربية والإسلامية، إلا أنهم ثبتوا على مواقفهم من خلال رفض الحج إلى البيت الأبيض والركوع الطوعي "الترغيب" أو القسري "الترهيب" للإدارات الأميركية المتعاقبة. عطني إذنك... أحد النواب طرح مطلع الأسبوع الجاري أمام أحد التجمعات التجارية إنه يجب أن تكون العطلة الأسبوعية يومي السبت والأحد بدلا من الجمعة والسبت! بعد أن استفرغ سعادة النائب الجهد في حلحلة القضايا الرئيسية من بطالة وأزمة إسكان وفساد مستشري، واكتمال البناء القانوني في المملكة، هو الآن يزحف لدخول جحر الضب الذي أخبر عنه النبي "ص" في الحديث الشريف. النائب ذاته، دعمته إحدى الجمعيات الإسلامية في الانتخابات! لحد اللحظة الراهنة، لم يتحفنا وزير المالية الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة بالرد على سؤال النائب عيسى المطوع، أو تساؤلات الجمهور البحريني عما جاء في رسالته إلى المرشح لرئاسة الممثلية التجارية الأميركية، والتي جاء فيها: "إن البحرين تقر بالحاجة إلى إلغاء المقاطعة الاقتصادية لـ "إسرائيل" وبدأت جهودها لتحقيق هذا الهدف". هل هذا هو مفهوم "التواصل مع الصحافة" الذي يتحدث عنه المسئولون في الدولة، أم هو التعاون "المثمر" بين المجلس النيابي والحكومة؟

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1125 - الثلثاء 04 أكتوبر 2005م الموافق 01 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً