العدد 1123 - الأحد 02 أكتوبر 2005م الموافق 28 شعبان 1426هـ

استعدادات شهر رمضان... الألعاب الشعبية والتونة وأشياء أخرى؟!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

سيطل علينا بعد أيام معدودات شهر الله الكريم... شهر رمضان، هذا الشهر الذي نسي الناس أنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن، وأصبح شهرا ترتبط فيه الذكريات (مجرد الذكريات) بمختلف أشكالها وألوانها، بمختلف أفكارها وتوجهاتها وبمختلف أحجامها وأوزانها، إذ لم تقتصر هذه الذكريات على الروحانيات والتفكر والتدبر في خلق الله وحكمه، بل تعدت أو هي تمادت حتى وصلت إلى ذكريات دنيوية بحتة أخرى كثيرة لا تمت للروحانيات بصلة!

هذا الشهر الذي سيطل علينا قريبا جدا، هو شهر ينتظره المتحينون في مجتمع متناقض صغير مثل البحرين، فقد كانت تنتشر فيه المجالس «الدينية» وصارت تنتشر فيه المجالس «السياسية»، حتى أصبحنا مسيسين في كل شيء... بدءا من استيقاظنا الصباحي وصولا إلى قصص ما قبل النوم التي نلقنها أطفالنا كل مساء، فهو شيء طبيعي أن يتحول شهر الله إلى شهر المجالس والمنتديات السياسية، فأينما وليت وجهك سترى مجلسا... وأينما مددت بصرك سترى أناسا تلف على تلك المجالس (الدينية السياسية) ذاك يمهد لانتخابات نيابية وآخر طموحه في الانتخابات البلدية، وغيرهم الذين يناطحون من أجل ترويج شائعة هنا أو بطولة مزيفة لآخر هناك.

استعدادات الناس لهذا الشهر الفضيل تراها قد بدأت بوقت كاف هذا العام، فالجو العام يساعد على مثل هذه الاستعدادات التي تطورت كثيرا، فقد كنا نرى الخيام متناثرة هنا وهناك... والكل كان يحاربها من بلدية وصحافة وعلماء دين على المنابر في الجوامع والمآتم، وها هي تتمادى لتفرض وجودها على أرض الواقع بل تتطور ليتحول بعضها من مجرد خيمة إلى كبينة (صندقة) وما أدراك فلربما يصل اليوم الذي نرى فيه هذه الصنادق وقد تحولت إلى صنادق متحركة في المستقبل القريب وهذا ليس ببعيد!

فقد كانت تقتصر على جلسات «تونه» بعد الظهر وسهرات لا تتعدى السوالف والغبقات المتواضعة، وها هي قد وصلت في السنوات الأخيرة إلى سهرات موسيقية... ذاك يعزف العود وآخر القيثارة وثالثهم أحضر جهاز «الأورغ» وتتخللهم الطيران والطبول... وكل يدلو بدلوه!

ولا ننسى تجهيز هذه الخيم، فقد كانت رثة وصارت نظيفة مكيفة مؤثثة لا تخلو من الدش وتناثر ألعاب البلايستيشن والألعاب الشعبية من كيرم ودومينو ودامة وورق وغيرها في ثنايا هذه الخيمة البائسة أو تلك الصندقة لاستقطاب الشباب وعلشان القعدة تحلو، وكأن هذا الشهر شهر الألعاب الشعبية! تجهيزات أخرى لمحتها جلية في الأفق، ومع مصادفة صرف الرواتب قبل شهر رمضان بأسبوع تقريبا وهو الوقت المناسب بالتأكيد... إذ رأيت عربات الأسواق معبأة عن بكرة أبيها... وكأنهم يمونون لأيام حرب أو فقر مقبل! فمازال بعض الناس يتعاملون مع هذا الشهر بهذه العقلية المتخلفة، عقلية البذخ والإسراف وكثرة المخلفات!

فلن نتطرق إلى تجهيزات المحطات الفضائية لاستقبال هذا الشهر «الفضيل» فإعلاناتها الاستباقية كشفت عن بعض المستور، من انحطاط وإسفاف وغيره مما يتناسب ووصف بعض المسلسلات والبرامج المدعوة رمضانية!

ولكن يبقى أن نتذكر أن الاستعداد النفسي - الذي يستعد له بعضنا ليس لاستقبال هذا الشهر الفضيل وحسب، بل للشروع فيه - هو خير كفيل بأن نكون قد وفينا ولو جزءا من واجبنا الديني المفروض علينا، وبعيدا عن الخطب العصماء الرنانة التي ترافق هذا الشهر من أية اختلافات أو توجهات... يبقى أنه شهر الله الذي أنزل فيه القرآن ويجب علينا أن نتعامل معه على هذا الأساس، وهو تسمية الأشياء بمسمياتها.

إضاءة

حلم كل بحريني «وحدوي» ألا يسمع عبارة لطالما تكررت في الأعوام السابقة وهي «السنة صاموا الأربعاء... والشيعة صاموا الخميس»، فإلى متى سيتحقق الحلم ونسمع «البحرين صامت الأربعاء مثلا»؟

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 1123 - الأحد 02 أكتوبر 2005م الموافق 28 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً