العدد 1123 - الأحد 02 أكتوبر 2005م الموافق 28 شعبان 1426هـ

الدانة والـ HSBC

علياء علي alya.ali [at] alwasatnews.com

موضوع الاكتتاب في أسهم دانة غاز فرض نفسه من وجهات نظر عدة، الا أننا نريد التطرق حاليا إلى جانبين حاليا وهما أولا بعض من دلالات الإقبال على الاكتتاب وثانيا بعض الملاحظات التي تخص بنك HSBC في البحرين. ففيما يخص الجانب الأول، فقد تم التأكيد - وهي حقيقة مرة للأسف - على أن الإقبال المنقطع النظير على الاكتتاب في اسهم دانة غاز يعكس وجود سيولة كبيرة في الأسواق الخليجية لا تجد أمامها سوى فرص استثمارية قليلة، وهو الوضع نفسه الذي كنا عليه فترة أزمة سوق المناخ، إذ ذكر حينها أن هناك نقودا كثيرة تلاحق فرصا استثمارية ضئيلة، والنتيجة المنطقية هي ارتفاع أسعار هذه الفرص "الأسهم والأراضي" بصورة غير معقولة. وحتى بالنسبة إلى الناس محدودي الدخل الذين خبأوا القرش الأبيض لليوم الأسود، فانهم وجدوا في مثل هذه الفرص ما يكفي من الجاذبية ليخرجوا القروش من مخابئها. وللأسف، فاننا في البحرين نعاني بعدة أضعاف ما تعانيه الأسواق الأخرى من شحة الإصدارات الأولية. وسيطول الحديث هنا إذا تحدثنا عن الآثار الاقتصادية السلبية لهذه الظاهرة في البحرين، علاوة على دلالاتها الاقتصادية وهي أكثر سلبية أيضا، الا أننا يجب أن ننبه أن المستثمر بات يفرق أيضا بين الإصدارات الأولية التي في الغالب تعني إصدار الأسهم بقيمتها الأسمية وبالتالي فهو يقبل على شرائها بصورة أكبر في حال صدورها بعلاوة إصدار خصوصا إذا كانت هذه العلاوة مبالغا فيها. وهنا تقع المسئولية على بورصة الأوراق المالية لتحاشي هذه السلبيات. في الجانب الآخر، وهو أمر غير صحي طبعا أن نشهد إقبالا منقطع النظير على أسهم لا نعرف عنها سوى اسمها وبعض المساهمين فيها، بينما كان يفترض أن تكون هناك نشرة إصدار تتضمن معلومات مالية كثيرة - ولو تقديرية - عن الشركة. فنحن بحاجة إلى تشييع ثقافة اتخاذ القرارات في اختيار الاستثمار بناء على تقييم معلومات هذا الاستثمار وليس لكونه الوحيد المتوافر فقط. وهذه أيضا تقع مسئوليتها على السلطات التي سمحت بإطلاق هذا الاكتتاب من دون توافر المعلومات الضرورية المطلوبة أو على الأقل بالطرق التي وفرت فيها طلبات الاكتتاب نفسها. وفيما يخص بنك HSBC البحرين، نقول في البداية جيد أن مؤسسي الشركة اتخذوا قرارهم بفتح الاكتتاب أمام كل المستثمرين الخليجيين وهو ما ينسجم مع قرارات القمم الخليجية، وأعطوا الصلاحية للبنك المذكور لتتمم عمليات الاكتتاب في البحرين. وبنك مثل الـ HSBC من ناحية التطور كان جديرا بإدارة هذه العملية بصورة أكفأ مما شهدناه وسمعنا عنه من حوادث مؤسفة في البحرين، علاوة على إرهاق المكتتبين والموظفين بإجراءات روتينية كثيرة لو أنه وظف خبراته العالمية المشهود بها والمعروفة في وضع تنظيمات ولوائح أوضح للاكتتاب، كان أبسطها نشر إعلانات في الصحف المحلية توضح بصورة مبسطة تسلسل كل خطوات إجراءات الاكتتاب والوثائق المطلوبة وبدائل التسديد وقيمته وغيرها. كذلك توفير قنوات عدة لتوفير طلبات الاكتتاب التي اختفت من مكاتبه وصار موقع الاكتتاب على الانترنت هو مصدرها الوحيد. والمفارقة الغريبة أن يتم الاكتتاب بالانترنت بينما يتم الدفع "نقدا" أو بحوالات لدى المصرف نفسه. فلو فعل جانب من هذه الإجراءات لاختزل بنسبة لا تقل عن 50 في المئة من حجم التزاحم والحوادث المؤسفة التي شهدناها، وخصوصا أن المصرف قد تقاضى عمولة محترمة مقابل كل اكتتاب في الأسهم. ولنا عودة لاكتتاب أسهم الدانة غاز

إقرأ أيضا لـ "علياء علي"

العدد 1123 - الأحد 02 أكتوبر 2005م الموافق 28 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً