العدد 1123 - الأحد 02 أكتوبر 2005م الموافق 28 شعبان 1426هـ

هل يبتسم الزمان للمعوقين ولو كانوا أبطالا؟... نور الوداعي مثالا

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

بعد الحديث عن هموم رياضيي كمال الأجسام لابد من الحديث عن هموم أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة، فهمومهم كثيرة وكبيرة. نور الوداعي، بطل من أبطالنا المعوقين، فهو يمارس رياضة الجري على الكراسي المتحركة - كرة السلة. التقيت معه في منزله، هالني حجم ما يمتلك من إنجازات، فهو صاحب موهبة عالية. نور مواطن من عدة من مواطني البحرين من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن أهملوا سنين طويلة، فهو بحاجة إلى دعم حقيقي مادي ومعنوي ليحقق حلمه في الحصول على المرتبة الأولى عالميا. قلت سابقا: إن الرياضة بدأت تدخل على مقالاتي بقوة، ولكن من زاوية أخرى هي الزاوية الإنسانية، فأراني مضطرا إلى ترك الجوانب الثقافية والفكرية والسياسية للحديث عن هموم أخرى خارجة عن هذا الإطار. وسابقا طرحت موضوعا مهما وهو تبني ملف المعوقين في البحرين، وما يعانون من هموم. الدولة لن تقصر في دعم هذه الطبقة إذا تضافر المجتمع من صحافة ونواب برلمان ومؤسسات مجتمع مدني للترافع عن هؤلاء وإيصال صوتهم للمسئولين. نور للتو رجع من الإمارات وكان يحكي عن مدى اهتمام الدولة بالمعوقين، إذ توفر للأبطال المعوقين راتبا مجزيا وسكنا وتذاكر سفر ويرسلون إلى معسكرات ومقاعد للجامعة وبقية الاستحقاقات وسيارة وتفريغا تاما. الحكومة لن تقصر إذا ما أوصل المجتمع آلام هذه الطبقة، ولكن يبقى العتاب علينا أيضا باعتبارنا اتحادات ومؤسسات مدنية وصحافة إذا لم نعمل على توصيل ملفاتهم والترافع عنهم. كان بودي لو أن مجلس النواب تحدث عن هذه الطبقة المحرومة. زرت نور في منزله مع المصور القدير محمد المخرق وفرحت لإنجازاته ووعدته أن أوصل صوته إلى المسئولين لكني حزنت للوضع الذي يعاني منه خصوصا عندما رأيته يجلب لي صوره وكؤوسه، إذ يضطر إلى الذهاب إلى غرفته في الطابق العلوي معتمدا على رجل واحدة والأخرى مصابة بشلل تام مع أبنائه الصغار المحيطين به وهم يرونه كيف يصف الكؤوس والميداليات للتصوير. موضوع نور يقودني إلى الحديث عن أبنائنا المعوقين وما يعانيه أهاليهم من آلام، فلهم مطالب كثيرة وأنا وعدتهم بالترافع عبر الصحافة والاتصال بالمسئولين لإيصال آلامهم. نجحنا في حل بعض مطالب مركز الشامل، ويوم أمس اجتمعت مع رئيس مجلس الإدارة وأمهات وآباء المعوقين المنتسبين إلى المركز للاستماع إلى آلامهم. أم تقول: نحتاج إلى صالة رياضية لأبنائنا. أخرى تقول: اضطررت أن أفارق ابني، إذ أعيش في البحرين وهو مسجل في الكويت ويعيش هناك على رغم صغر سنه في أحد المراكز، إذ هناك يهتم المجتمع والتجار والدولة بإنشاء أعداد كبيرة من المراكز... فأخذت تبكي. وأم تأمل بتوفير حاسوب يعمل باللمس متطور وأخرى راحت تقول: لماذا لا يتم توفير حصص إسكانية وبعثات ووظائف حكومية للمعوقين... الخ؟ المجتمع البحريني بحاجة إلى الالتفات إلى هذه الطبقة من المحرومين والترافع عن كل مطالبهم والتجار مطالبون بتقديم دعم إضافي لمراكز التأهيل. عود على بدء، أقول: نور الوداعي طاقة كبيرة، يستحق الدعم والمؤازرة وأعتقد أن الدولة لن تقصر في دعم بطل كبير نال الرتبة السادسة على العالم والأولى على العرب أكثر من مرة، فعمله لا يكفيه، ما اضطره إلى بيع "النخج" و"الباقلاء" وأحيانا "تسفيط" السمك بحثا عن لقمة عيش شريفة، وبعض هذا المال من العمل الإضافي ينفقه على تهيئة نفسه لدورات عربية وعالمية. أملنا بتكاتف الجميع لدعم أبطالنا المحتاجين لينالوا أفضل الكؤوس. دعونا نترافع عن أبطالنا في كل مكان في الإعلام والرياضة وكمال الأجسام والمعوقين لتبقى البحرين عالية دائما

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1123 - الأحد 02 أكتوبر 2005م الموافق 28 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً