العدد 1123 - الأحد 02 أكتوبر 2005م الموافق 28 شعبان 1426هـ

قناة "فوكس" الإخبارية... "سرطان الإعلام" في الولايات المتحدة

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

كيف استطاع نجم قناة "فوكس" الإخبارية بيلي أوريللي أن يدفع مشاهدي برنامجه ليوجهوا "1100 رسالة الكترونية مزعجة" إلى السفارة الفرنسية في واشنطن حسبما ذكرت مصادر باريسية من هناك؟ ولماذا قررت القناة فصل مراسلها الشهير بيتر أرنت بسبب مقابلة أجراها مع القناة الفضائية العراقية انتقد فيها الحملة الأميركية البريطانية على العراق وقال فيها "إن الحلفاء تورطوا في هذه الحملة، ولم يقدروا درجة الاستعداد، بانين خطتهم على افتراضات خاطئة". سألت لماذا وكيف بمعية حقيقة قارة وهي أن هذه القناة أصبحت في المجمل المسيطر الرئيس على الإعلام المرئي الأميركي، وبالتالي كأحد الموجهين الرئيسيين للرأي العام الأميركي ككل. هي مثال "السرطان"، بهذه العبارة تحديدا وصف وليام راسبيري طىىف زفقم في الـ "واشنطن بوست" قناة "فوكس" الإخباريةئ خم ، التي تعتبر الأكثر مشاهدة في الولايات المتحدة، والتي تتفوق على قناتي خخ وحسخ، وخصوصا بعد حوادث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول. وحين ذهب راسبيري لهذا التوصيف فإنه يقبض بيديه على أكذوبة الإعلام الحر في صورته الأميركية، وليؤكد بطلان أكذوبة أكاديميي الإعلام في الفصل بين التسويق والإعلام. يرفض وليام الرأي الذاهب إلى الاعتقاد بأن أجهزة الاعلام المصرية كافة أجهزة "مؤدلجة"، وهو بهذا يعمد إلى الخروج عن أصابع الاتهام التي كانت قد توجه له من قبل بعض الإعلاميين الأميركيين الكبار. ويؤكد الكاتب "أن وسائل الإعلام الأميركية ليست ممتازة جدا في أدائها، لكنها تحاول أن تؤدي أداء أفضل، وأنها وإن أخطأت أحيانا فإنها تحاول أن تصلح اخطاءها"، في استثناء واضح بالنسبة إلى قناة "ن" وارتباطها برغبات الحزب الجمهوري. الظاهرة الفوكسية "ئىلفى" كما أسماها كاتب المقالة، ستزيد من استغلال الإعلام لأغراض سياسية، وإنه في هذا البلد المنقسم بين جمهوريين وديمقراطيين، سيكون من الصعوبة الموافقة علي أي مجموعة من الحقائق البديهية. على الصعيد العملي، استطاعت قناة فوكس خلال السنوات القليلة الماضية أن تصبح بالإضافة إلى قناتي خخ و حسخ من أهم ثلاث قنوات إخبارية على شبكات الكابل الأميركي. مالك القناة روبرت موردوخ، الذي اقترب بشدة من المحافظين الجدد في التسعينات، يعتبر من أهم موجهي الإعلام الأميركي والمسيطرين عليه. ويعتبر برنامج شوم دصزمى ئفكمن أهم البرامج الحوارية التي تعرضها قناة فوكس، إذ يحتل المرتبة الأولى بالنسبة لعدد المشاهدين المتابعين للبرامج الإخبارية في الولايات المتحدة، مقدمه "بيل أوريللي" استطاع أخيرا إزاحة برنامج قناة خخ الرئيسي لاري كينغ لايف جف ثىه جىم من قائمة أهم البرامج التلفزيونية الأميركية كما ورد في بيان لدليل التلفزيون الأميركيشض اىلم . إن قوة الإعلام الأميركي المرئي تظهر بجلاء حين نقوم بأي محاولة جادة لفهم السلوك السياسي الأميركي، والإعلام الأميركي كبوتقة متكاملة هو أقوى من ان يتم اختراقه عبر إذاعة موجهة للشعب الأميركي، وهذا ما أحال وكيل الأكاديمية الدولية للإعلام مكاوي إلى أن يخلص إلى نتيجة مهمة، هي أن أي إعلام من الشرق يحاول أن يتجه للغرب محاولا فرض أي سلطة أو مفاهيم أو رؤية اجتماعية جديدة هو إعلام فاشل. إن الظاهرة "الفوكسية" على رغم وجودها وسبرها في سياق إعلامي تسويقي، هي ظاهرة لها "تحاليلها" المعرفية المعتبرة، سواء عبر دراسات الحقل الإعلامي الجديد في المدرسة الفرنسية ممثلة ببيير بورديو، أو عبر المدرسة الأميركية الأكثر عمقا في سبر الحقل الإعلامي الإلكتروني تحديدا/ وخصوصا إذا ما صنفنا "التلفاز" كأداة ووسيلة اتصال رقمية. إن الفوضى المنظمة والمنظمة للرأي العام الأميركي، وعلى رغم اختلال القوى ومراكز السيطرة عليه، فإنها في حقيقتها مفهوم محدد الإطار على الصعيد الإعلامي على الأقل، هذا ما يحيل إلى أن "الفوكسية الأميركية" هي حال تاريخية قارة أكثر من كونها ظاهرة طارئة على السياق الإعلامي الأميركي. وعلى رغم أن الإعلام البريطاني قادر على اللعب كفاعل رئيسي في النسق الإعلامي الدولي، كرمز كان له حضور فاعل في فترات وحقب الأزمات السياسية الدولية الحاوية والمتضمنة للحروب الأميركية، فإن الصورة في الغالب تعود إلى أن تلعب وسائل الإعلام الأميركية دور المحرك الأوحد والفريد للرأي العام الأميركي.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1123 - الأحد 02 أكتوبر 2005م الموافق 28 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً